إدارة تستنزف طاقتك.. لا تتردد في رفض العمل بهذه المؤسسات

Nagwan Lithy - معدل الاستقالات المتزايد بالشركة مؤشر خطورة يجب الانتباه إليه (بيكساباي) - إدارة تستنزف طاقتك.. لا تتردد في رفض العمل بهذه المؤسسات
إذا أنهيت المقابلة ولم تعرف بالضبط ما المطلوب، فراجع نفسك، فربما هذه علامة على أن الشركة ليست لديها رؤية (بيكسابي)

إيناس حامد 

حين نتقدم للعمل في وظيفة ما، فإن غاية ما نتمناه هو اجتياز المقابلات بسلام لنثبت لأصحاب العمل أننا الأجدر بالحصول على الوظيفة. لكن، هل تتخيل أن مقابلة العمل هي وسيلة الموظف أيضاً لاستكشاف المؤسسة التي يرغب في العمل بها؟

فلربما ظهرت علامات واضحة على أن هذا المكان ليس الأفضل لتحقيق التقدم الوظيفي الذي تتمناه، أو أنها مؤسسة ستستنزف كل طاقتك دون أن تقدم لك في المقابل أي منفعة تذكر.

هذه بعض الإشارات التي يجب أن تجعلك تفكر كثيراَ قبل قبول هذه الوظيفة:

  1. إن كانت المهام المطلوبة منك غير واضحة

إذا أنهيت المقابلة، وأنت تعرف مواعيد عملك وكم ستتقاضى راتبا، لكنك لم تعرف بالضبط ما المطلوب منك، فعليك مراجعة نفسك؛ فقد تكون هذه علامة على أن شركتك الجديدة ليست لديها رؤية واضحة لكيفية سير العمل، أو أنها لم تجد فيك كفاءة مميزة في جانب معين، ومن ثم تحديد مهامك، ربما يكون السبب في ذلك أنك لم تسوّق لنفسك بشكل كاف، ولم تبرز مهاراتك خلال المقابلة.

في جميع الأحوال سينعكس ذلك سلباً عليك، وستجد نفسك كل فترة تعمل في قسم مختلف أو تؤدي وظيفة قد تكون بعيدة كل البعد عن تخصصك؛ لذا ستصبح شخصا متعدد المهام (Multitasks Person)، وقد يتطور الأمر إلى تأخر الترقي الوظيفي لأنك دائماَ الشخص الجديد في كل قسم.

من حقك رفض الوظيفة إن كانت المهام المطلوبة منك غير واضحة (بيكسابي)
من حقك رفض الوظيفة إن كانت المهام المطلوبة منك غير واضحة (بيكسابي)

2. إن كان العمل أهم من أي شيء

هذه ليست دعوة لرفض العمل والتكاسل، لكن ليس اعتبار العمل كل حياتك، لا تستنزف طاقتك فيأخذ كل وقتك وحياتك، خاصة إن لم يكن هناك مقابل لذلك، وهو ما يطلق عليه توازن العمل والحياة (Work-life balance).

قد تسأل خلال المقابلة عن موافقتك على العمل خلال أيام الإجازة، أو تحديد مواعيد الحضور صباحا دون توضيح موعد انتهاء العمل، وهو مؤشر على إمكانية بقائك ساعات إضافية بعد انتهاء الدوام الأساسي دون مقابل مادي أو تعويض بإجازات بديلة.

في حال احتاج الأمر للعمل مدة أطول، فيمكنك أن تقبل ذلك شرط أن تكون كل ساعة إضافية بمقابل مادي أو أن تطلب منذ البداية راتباً أعلى.

أو كما هي الحال في الكثير من الشركات الناشئة، التي تطلب من موظفيها مجهوداً أكبر ووقتا أكثر للعمل، في مقابل منحهم أسهما في أرباح الشركة.

3. الشركة تستغني عن موظفيها بدرجة كبيرة
وهو ما يسمى  (Turn-over rate)، أي معدل ترك الموظفين لعملهم في تلك الشركة، سواء من خلال الاستقالات أو عن طريق الاستغناء عنهم.

وكلما زاد هذا المعدل كان دليلا على عدم استقرار المكان، مثل وجود صراعات داخل الإدارة، أو وجود إدارة ذات كفاءة منخفضة، لا تستطيع توظيف العاملين بشكل سليم وتوفير جو ملائم للعمل بشكل أفضل.

ويمكنك من خلال موقع "غلاس دوور" (Glassdoor) التعرف على آراء العاملين في الشركات التي عملوا بها، فقد يساعدك ذلك على اتخاذ القرار بقبول أو رفض الوظيفة، كما يمكنك نشر رأيك عن الشركات التي عملت بها لتساعد بدورك آخرين في التعرف على بيئة العمل التي سيعملون بها.

  لا تستنزف طاقتك فيأخذ العمل كل وقتك وحياتك خاصة إن لم يكن هناك مقابل لذلك (بيكساباي)   
  لا تستنزف طاقتك فيأخذ العمل كل وقتك وحياتك خاصة إن لم يكن هناك مقابل لذلك (بيكساباي)   

4. إن كانت أهدافك تختلف عن أهداف الشركة
بمعنى أن السبب الذي يدفعك للعمل في مرحلة ما من حياتك يختلف عن توجهات الشركة وأهدافها.

فقد ترغب في الحصول على المال، لكنك وخلال مقابلة العمل اكتشفت أن راتبك لا يرقى إلى طموحك، أو ربما يكون هدفك من العمل هو اكتساب مزيد من الخبرات، والشركة الجديدة لا تمتلك موظفين بخبرات عالية، أو أنها تعمل في مجال بعيد عن تخصصك، وقبولك الوظيفة لن يساعدك على التقدم في مجالك.

5. إن كان رد الشركة بطيئاً
هل تواصلت الشركة معك هاتفياَ أو عبر البريد الإلكتروني، لتخبرك أنك من بين المرشحين للعمل، ثم اختفى ممثل التوظيف فترة طويلة قبل الاتصال مجدداَ؟ هذه إشارة مهمة تخبرك بوضوح الوضع داخل الشركة.

وتكرار هذا الأمر في كل مرة يتواصلون معك فيها، أو تأخرهم في الرد على استفساراتك، يعني عدم وجود نظام محدد وواضح داخل الشركة، أو قلة اهتمامهم ورغبتهم في عملك معهم، وهو الأمر الذي ستعاني منه بعد العمل تحت هذه الإدارة.

6. إن كان الوصول للعمل أمراً شاقاً
في بداية حياتنا العملية يكون من السهل علينا التنقل بين منطقة وأخرى أو حتى مدينة وأخرى بسهولة، فالتركيز حينها يكون على تحقيق التقدم في العمل واكتساب خبرات أكبر.

لكن قبول العمل في مكان بعيد عن المنزل في مرحلة متقدمة من حياتك العملية، هو تضييع للوقت والطاقة، فتخيل أنك تحتاج ساعتين أو أكثر للوصول إلى عملك بين ازدحام الطريق والتنقل بين وسائل المواصلات، كيف ستكون حالتك عند الوصول للعمل، ومثلها وأنت عائد إلى المنزل.

في النهاية القرار لك، لكن عليك التفكير كثيرا قبل قبول الوظيفة إن ظهرت لك واحدة أو أكثر من العلامات السابقة.

وفي حال قررت الاعتذار عن العمل، قم بإبلاغ قسم الموارد البشرية في الشركة أو المدير مباشرة، لكي لا يبقوا في انتظارك، ويتمكنوا من التواصل مع شخص آخر.

المصدر : الجزيرة