العلاج بالنظر لصور الأحباء.. الحب يؤثر على الدماغ مثل المسكنات

يعد الحب من المشاعر الرائعة التي تلهم المرء وتجعل لحياته معنى وتملؤها بهجة، فإذا كان هذا الشعور متبادلا، فإن ذلك يسعد قلب المرء، ويؤثر بشكل إيجابي على جميع جوانب حياته.

ومن المثير للاهتمام أن الدراسات التي أجريت في هذا المجال تبين أن هذا الشعور الرومانسي النابض يؤثر على الجزء نفسه من الدماغ تماما مثل الكوكايين والأفيون، حسب ما قالته الكاتبة ليودميلا ستوراجينكو في تقرير نشره موقع "أف.بي.ري" الروسي.

كيف أجريت الدراسة؟
عرض العلماء من جامعة ستانفورد على 15 طالبا (ثماني فتيات وسبعة شبان) صورا لأحبائهم. في الوقت نفسه، تعرض المشاركون في التجربة لحادث صغير، تسبب في ظهور ألم على راحة اليدين. إضافة إلى ذلك، فحصت أدمغة المشاركين باستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، وطلب منهم بعد ذلك تقييم آلامهم في نهاية كل جلسة.

تأثير الحب على الدماغ
في المقابل، خلص الباحثون إلى أن المشاعر التي شعر بها الشباب عند رؤية صور أحبائهم تنتج تأثير المسكنات نفسها، حيث كان الألم الموجود في راحة اليدين آنذاك باهتا أو شبه منعدم. علاوة على ذلك، أظهرت فحوصات الدماغ أن هذه المشاعر تؤثر على المنطقة نفسها من الدماغ التي تصبح نشطة بعد استخدام المخدرات القوية مثل الكوكايين والمورفين.

إحصاءات دالة
ووجدت الدراسة أن مجرد عرض صورة لأحبائهم على المشاركين في التجربة تقلل من الألم الشديد لديهم بنسبة 12%، والألم المعتدل بنسبة 45%.

إضافة إلى ذلك، غيَّر العلماء خلال التجربة صور أحباء كل مشارك في الدراسة. وبدل ذلك، عرضت عليهم صور نساء أو رجال جذابين، ولوحظ أن لهذه الصور أيضا تأثير المسكنات، لكن بنسبة ضئيلة.

تجربة أخرى
وفي هذا الصدد، حاول الباحثون الخوض في هذا الموضوع بشكل أعمق. وعلى خلفية ذلك، حلَل الباحثون كيف أن الأنشطة الأخرى -مثل حل مسائل رياضية بسيطة- تصرف انتباه المشاركين وتساعدهم على الحد من شدة الألم.

الرياضيات والصور
وأوردت الكاتبة أن فحوصات الدماغ أثبتت أن حل مسائل الرياضيات المعقدة تساعد أيضا في تقليل الألم، غير أن الصور الفوتوغرافية كانت أكثر فاعلية وتأثيرا.

كيف يؤثر الحب؟
قال جاريت يانجر (أحد المشاركين في الدراسة) إن تأثير المسكنات الناجمة عن الحب أكثر ارتباطا بمراكز المخ المسؤولة عن الشعور بالمكافأة، التي تنشط الهياكل العميقة وتمنع الألم على مستوى العمود الفقري. وأضاف أن "النواة المتكئة، وهي مركز رئيسي لتعزيز إدمان الأفيونات والكوكايين وغيرهما من المخدرات، تعد من بين العوامل الرئيسية لتسكين الألم الناجم عن الحب".

ونوهت الكاتبة إلى أن العلماء توصلوا إلى أن الحب يساعد المرء على تخفيف الألم، ويدفعه نحو تحقيق أهدافه؛ مما يجعل الشخص لا يدخر جهدا في سبيل بلوغه.