كيف يفسد شريك حياتك عاداتك الغذائية؟

كيف يفسد شريك حياتك عاداتك الغذائية؟
العادات الغذائية المتباينة تخلق صراعا بين الزوجين (مواقع التواصل)

ليلى حلاوة

حلل الباحثون أنماط تناول الطعام لأكثر من ثلاثة آلاف مشارك في دراسة فرامنغهام للقلب، لتحديد ما إذا كانت الروابط الاجتماعية تؤثر على سلوكيات الأكل.

ووجد التحليل أن الأزواج كان لهم أكبر الأثر على أنماط الغذاء لبعضهم بعضا. ويرجع الباحثون ذلك إلى أن سلوكك في تناول الطعام يتأثر بمن حولك.

وفي دراسة أخرى نشرت في مجلة العلوم النفسية السريرية، وجد أن هناك صلة واضحة بين الخلافات الزوجية والخيارات الغذائية السيئة.

فقد وجدت ليزا جارمكا، أستاذة مساعدة في العلوم النفسية وعلوم المخ، وأحد الباحثين بالدراسة أنه أثناء مراقبة الأزواج الـ43 بالدراسة، لوحظت زيادة في هرمون الجوع لدى الأزواج بعد النزاع مع بعضهم بعضا، كما قاموا بتفضيل خيارات غذائية غير صحية. ونظرا لأن الخيارات الغذائية السيئة تضر بالمزاج، فقد يتحول هذا إلى حلقة مفرغة من نظام غذائي غير صحي وزواج غير سعيد.

اختلاف العادات الغذائية
تختلف العادات الغذائية بشكل كبير من شخص لآخر. وهذا، وفقا للخبراء يمكن أن يخلق صراعا زوجيا غير متوقع.

تقول أليسا رومسي -اختصاصية تغذية لموقع برايدز- "أحد أكبر النزاعات التي أراها بين الأزواج هو عندما تكون هناك قيود غذائية كبيرة من أحدهما على الآخر كأن يكون نباتيا، أو يعاني من حساسية خطيرة في الغذاء".

وتحذر رومسي من أن هذا قد يكون تحديا كبيرا عندما يقوم أحد الزوجين بالتحكم بإعداد وجبات الطعام والطبخ. كذلك إذا بدأ أحد الزوجين في نظام أكل صحي ولم يشاركه الآخر، يمكن أن يصبح أحد الشريكين مسيطرا على الآخر أو يحكم عليه بأنواع معينة من الغذاء.

وتحذر جين جرير -خبيرة علاقات ومؤلف كتاب "ماذا عني؟ توقف عن الأنانية من تدمير علاقتك"- "إذا ركز شخص ما على صحته وتغذيته وتناول الآخر الكثير من المواد غير الصحية، فقد يكونان غاضبين من إحساسهما بإغراء الطعام الذي يجلبه الزوج الآخر إلى المنزل، وأيضا لعدم اعتناء أحدهما بصحته الخاصة". وتقول "هذا يمكن أن يؤدي إلى الكثير من صراعات السلطة وقضايا السيطرة".

‪العادات الغذائية مرتبطة بكيفية التربية والمعتقدات والعادات الأسرية‬ (بيكساباي)
‪العادات الغذائية مرتبطة بكيفية التربية والمعتقدات والعادات الأسرية‬ (بيكساباي)

لا داعي لخوض المعارك
ووفقا لاختصاصية التغذية رومسي فإنه يجب على الزوجين إدراك الاختلافات الغذائية بينهما منذ البداية. حيث إن العادات الغذائية مرتبطة بكيفية التربية والمعتقدات والعادات الأسرية، والتواصل في هذه الحال هو الحل.

كما أن التركيز على عاداتك الغذائية الخاصة أكثر أهمية من التعليق على ما يضعه زوجك في صحنه، بدلاً من إخبار شريكك بما يأكله وما لا يأكله، ركز على عاداتك الغذائية. ضع طاقتك في رعاية نفسك.

على الرغم من اختلافاتك الغذائية، من المهم عمل تسوية. تقول رومسي "لا يحتاج أي من الزوجين إلى تجديد نظامه الغذائي بشكل كامل، لكن كلاهما يجب أن يكونا على استعداد لتقديم تنازلات". على سبيل المثال، إذا كنت تفضل أكل اللحوم وقرر زوجك أن يكون نباتيا، فتناول وجبة واحدة أو وجبتين خاليتين من اللحوم في الأسبوع، وحاول العثور على وصفات طعام تتفقان عليها ويمكن تجهيزها بسهولة.

هل يجعلك الزواج سمينا؟
تظهر الأبحاث أن الأشخاص المتزوجين أكثر عرضة للإصابة بالسمنة من الأشخاص غير المتزوجين. ووفقا لدراسة أجريت بجامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، فإن الزواج يسير جنبا إلى جنب مع زيادة الوزن. لذا إذا كنت تعتقد أن زواجك يجعلك سمينًا، فإليك بعض الخطوات التي تساعد في حل المشكلة.

تقول سيلفيا سميث كاتبة بموقع زواج.كوم، إذا تمكنت أنت وشريكك من العثور على بعض الأطعمة الصحية الأساسية المشتركة، فأنت تسير في اتجاه جيد. إن قرار وضع الفواكه والحبوب والبروتينات والخضروات الصحية في مركز نظامك الغذائي سيؤتي ثماره على جميع أفراد عائلتك.

يمكن أيضا التوافق معا على يوم "حر" دون أكل صحي، وهو يوم تقضيه بعيدا عن الروتين المعتاد الخاص بتناول الأكل الصحي.

الأسرة التي تطبخ معا، وتبقى معا، ووفقا لسيلفيا فإنه إذا قام الزوجان بتحضير الوجبات معا فهذا دليل على صحة علاقتهما، حيث إن قضاء الوقت للطهي معا ينتج عنه وجبات عالية الجودة، وكذلك يطور مشاعر مشتركة ويعزز التواصل الزوجي، كما أن مشاركة الأطفال أيضا في هذه العادة يخلق روتينا عائليا جميلا ومتماسكا.

تقول تينا هوبرت -على موقع هيلث- بدلا من تناول الطعام والاستلقاء على الأريكة لمشاهدة التلفاز، قوما بجولة من المشي في المنطقة التي تسكنان بها، إنه تغيير بسيط ولكن أثناء المشي تتوطد العلاقة الزوجية ويشعر الزوجان بالسعادة، وأيضا يحرقان السعرات الحرارية بشكل أكبر، حيث وجدت دراسة نشرت في مجلة البدانة أن الدعم الاجتماعي يؤدي إلى إنقاص الوزن بشكل أسرع.

تحدي الزوجين بعضهما بعضا

تقول هوبرت، إن الأزواج يحبون التنافس، لذا منحهم هذه الفرصة من أجل اتباع نظام أكل صحي أو ممارسة التمارين الرياضية سوف يساعد الجميع في خسارة الوزن والعيش وفقا لنظام حياة صحي.

‪إذا اتبع شريكك ممارسات غذائية غير مستحبة، عليك مقاومة الانضمام إليه‬ (مواقع التواصل)
‪إذا اتبع شريكك ممارسات غذائية غير مستحبة، عليك مقاومة الانضمام إليه‬ (مواقع التواصل)

كيف تساعد زوجك؟
إذا كان شريكك قد تبنى ممارسات غذائية غير مستحبة، عليك مقاومة الانضمام إليه. ولكن حاول دعوة الزوج إلى إجراء تغييرات إيجابية في نظامه الغذائي.

لا تخجل من دعوة زوجك إلى اتباع حمية مناسبة لصحته -فأحيانا يمنعنا الخجل والشعور بالذنب من دعوة شريك الحياة إلى اتباع أسلوب حياة أفضل- ولكن بأسلوب لطيف.

التشجيع هو دائما أفضل طريقة، شجع شريك حياتك على التفكير في كيفية تأثير النظام الغذائي على الصحة. شجعه على طلب المساعدة الطبية أو الغذائية من المختصين الذين يعرفون كيفية الاستماع وتقديم المساعدة بشكل عملي.

كن على استعداد لسماع وجهة نظر زوجك حول ما يفضله من طعام، ولا تنتقده، كذلك استمع إلى مخاوفه فيما يتعلق باتباع نظام أكل صحي. وحاول مساعدته بشكل إيجابي.

المصدر : الجزيرة