"غرسوا فأكلنا".. بالصور مسار الزيتون وزيته من الحقل لمائدتك
مريم التايدي-شفشاون
يعتبره البعض صيدلية مفتوحة، فيستعمل للوقاية والتداوي وتجميل الشعر والبشرة، ولا تكاد تخلو منه مائدة إفطار في فصل الشتاء خصوصا، ويطهى به الطعام ويوضع على الموائد الفاخرة؛ استعمالاته كثيرة وفوائده متعددة، إنه زيت الزيتون.
الجزيرة نت زارت منطقة قبائل الأخماس السفلى في ضواحي مدينة شفشاون شمال المغرب، وتتبعت مسار الزيتون، وقد عاش فريقها مع الأهالي أجواء الجني والإعداد، وزار معصرة أنشأها مزارعون في إطار تعاونية "أغبالو" بمنطقة تناقوب ضواحي شفشاون، للوقوف على مراحل استخلاص زيت الزيتون البكر بطرق عصرية.
أساليب مختلفة
بعد جني الزيتون، تفضل الأسر تحويل نصيب منه لزيتون المائدة، ويعصر نصيب آخر لاستخلاص زيت الزيتون، عن طريق ضغط الزيتون وطحنه إما بالطريقة التقليدية التي تستخدم رحى حجرية ثقيلة تدار بدابة أو بالكهرباء، ثم ينقل الخليط للتصفية والضغط في قفاف مصنوعة من نبات "الدوم" تسمى "الشوامي"؛ أو عبر تمرير الخليط في أحواض المياه وجمع الزيت الطافي فوق سطح الماء، وهي طريقة أصبحت متجاوزة لضعف مردوديتها من جهة ومشقتها من جهة أخرى.
ويعتبر زيت الزيتون البكر أجود أنواع زيت الزيتون بنسبة حموضة 1%، ويستخلص هذا النوع دون تسخين حتى لا تتغير مواصفات الزيت فيحتفظ بطعمه الأصلي ورائحة الزيتون الأصلية وجميع الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.
خدمات الزيتون
يقول نور الدين الخراز نائب رئيس تعاونية أغبالو للجزيرة نت، إن التعاونية انخرطت في رهان تحدي الجودة لإصدار منتَج صحي سليم بطرق عصرية من حيث العصر والتعليب والتخزين، وتضم التعاونية حوالي 95 مزارعا ومزارعة من حوالي 24 قرية في المنطقة.
وتعتمد التعاونية على المساهمات العينية من المنخرطين لإنتاج زيت زيتون مرتفع الجودة، كما تعمل لتوسيع نشاطها على تقديم خدمات عصر الزيتون للمزارعين المحليين، وتشتري من الراغبين في بيع المحصول الخام.
فلاحو الزيتون
يذكر أن قطاع زيت الزيتون في المغرب يساهم في حدود 5% من الناتج الداخلي الخام الفلاحي الوطني، وتمتد مساحته المزروعة على 784 ألف هكتار، وتحقق الاستغلاليات الوطنية المنتسبة إليه إنتاجا إجماليا بقيمة 1.5 مليون طن من الزيتون.
وينتج المغرب 16 ألف طن من زيت الزيتون، و90 ألف طن من زيتون المائدة، ويصدر 17 ألف طن من زيت الزيتون، و64 ألف طن من زيتون المائدة.