أردنية تصنع الأمل.. دليل سياحي لذوي الاحتياجات الخاصة

Nagwan Lithy - السياحة من حق ذوي الاحتياجات الخاصة- الأردن - أردنية تخصص دليلاً للأماكن السياحية المهيأة لذوي الاحتياجات الخاصة
آية في البترا جنوبي الأردن، وهي تحلم بأن يصبح الأردن كله مهيأً لذوي الاحتياجات الخاصة (الجزيرة)

شيماء عبد الله

أن تُصاب إصابة بدنية تتحول إلى إعاقة تمنعك من الحركة بعد أن كنت تملأ الحياة جريا ومرحا، فهذا مدعاة للإحباط والانعزال؛ لكن قمة الإصرار أن تجعل من إصابتك وسيلة لمساعدة من يشبهك.

هذا ما فعلته الأردنية الشابة آية أغابي (26 عاما) مؤسسة موقع "الأردن المهيأ" (Accessible Jordan) الذي يضم كل أماكن الخروج والمتنزهات المهيأة لمتحدي الإعاقة البدنية، وهي تحلم بأن يصبح الأردن كله مهيأً تماما لذوي الاحتياجات الخاصة.

‪أصبحت آية غير قادرة على ارتياد الأماكن التي كنت ترتادها من قبل.. فولدت فكرة المبادرة‬ (الجزيرة)
‪أصبحت آية غير قادرة على ارتياد الأماكن التي كنت ترتادها من قبل.. فولدت فكرة المبادرة‬ (الجزيرة)

حادث غير حياتها
البداية -كما ترويها آية للجزيرة نت– كانت بعدما تعرضت لحادث سير في عمَّان عام 2009، أدى إلى فقدها القدرة على الحركة وارتياد الأماكن التي كانت ترتادها من قبل، لأن هذه الأماكن ليست مهيأة لاستقبال أصحاب الكراسي المتحركة، فكان الأمر سببا في جعلها تنظر إلى الأمور بنظرة أخرى، من هنا لمعت في رأسها فكرة إنشاء موقع لمساعدة من يعيشون ظروفها نفسها.

تقول آية في حديثنا معها عبر سكايب "لم أفكِّر من قبل أبدا في موضوع سهولة الوصول والدخول إلى المنشآت، حتى أنني نادرا ما كنتُ أرى أشخاصا من ذوي الإعاقات الحركية لبدء هذه المبادرة معهم، وهذا بحد ذاته أمر آخر".

حادث سير غير حياة الشابة آية، لتكتشف بعده عالما لم تعرف عنه شيئا من قبل، تابعت قائلة "لم أكن أعلم شيئا عن ذوي الإعاقة وتحدياتهم في مجتمعنا، حتى أن هؤلاء في مجتمعنا هم فئة يربطها الناس بالشحاذين في الشوارع الذين يجلسون على كراسي متحركة".

‪تهيئة الأماكن لاستقبال أصحاب الكراسي المتحركة دعم وحق  لذوي الاحتياجات الخاصة‬ (الجزيرة)
‪تهيئة الأماكن لاستقبال أصحاب الكراسي المتحركة دعم وحق  لذوي الاحتياجات الخاصة‬ (الجزيرة)

فكرة المبادرة وحق ذوي الاحتياجات
تتلخص فكرة الموقع في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على التعرف على الأماكن المهيأة لاستقبالهم، فكل ما عليك هو اختيار اسم المكان أو المدينة، ليمدك الموقع بالمعلومات المطلوبة عنه، ويبين لك ما إذا كان مهيأ لاستقبال أي نوع من الحالات الخاصة.

فمثلا متحف البترا مهيأ -إلى حد ما- لاستقبال أصحاب الإعاقة الحركية وليس البصرية، وقد يتطلب الأمر استئجار عربة غولف ووضع الكرسي المتحرك في صندوق السيارة، وينصح الموقع زوار المتحف من ذوي الاحتياجات الخاصة بضرورة وجود مرافق أثناء الرحلة.

في المقابل، فإن جبل القلعة في العاصمة عمان غير مزود بأي وسائل لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، وبذلك ينقل الموقع لمستخدميه التجربة بصورة كاملة.

‪آية أغابي: ساعدوا ذوي الاحتياجات الخاصة على العمل حتى لا يصبحوا عبئا على الحكومة والمجتمع‬ (الجزيرة)
‪آية أغابي: ساعدوا ذوي الاحتياجات الخاصة على العمل حتى لا يصبحوا عبئا على الحكومة والمجتمع‬ (الجزيرة)

تقبلوا الاختلاف وادعموا الاستقلالية
ترى آية في تجربتها الملهمة أهمية اقتصادية على المدى البعيد لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحديدا الأطفال، لتصبح القدرة على العيش باستقلالية واقعا وليس مجرد شعارات.

ما تنادي به آية هو صناعة الأمل لهذه الفئة من حولنا، فتقول "ساعدوهم على العمل حتى لا يصبحوا عبئا على الحكومة والمجتمع، يمكننا بناء جيل يعي حقوق ذوي الإعاقة عندما نربي أطفالنا على تقبل أي شخص مختلف القدرات والإمكانيات". 

الحلم بتنفيذ المبادرة في الدول العربية
وبسؤالها عن الدعم الحكومي، أشارت آية إلى أنها تلقت دعما من الأمير مرعد بن رعد، رئيس المجلس الأعلى لحقوق ذوي الإعاقة، إلى جانب دعم هيئة اليونسكو والأمم المتحدة.

بعض المبادرات تجد ترحيبا من الجميع، ربما يحتاج البعض فقط إلى من ينير لهم الطريق أو يلفت انتباههم للأمر، لذا لم يرفض أي من أصحاب المطاعم والمحلات تقديم الدعم لفكرة آية في تهيئة الأماكن لذوي الاحتياجات الخاصة، بحسب ما قالته صاحبة المبادرة الإنسانية التي تحلم في أن تتوسع بفكرتها لتنفيذها في جميع الدول العربية.

المصدر : الجزيرة