واجه نفسك.. تخلص من الاعتماد المفرط على شريكك

الاعتماد المفرط على الشريك من شأنه أن يطمس هويتك ويجعلك تفقد حياتك الخاصة
الاعتماد المفرط على الشريك من شأنه أن يطمس ذاتيك ويجعلك تفقد حياتك الخاصة (بيكسابي)

تعلّم كيف تكون سعيدا حينما لا تكون برفقة الشريك. وفي الواقع، يجب ألا تجعل الشريك مصدر سعادتك الوحيد، وحاول عوضا عن ذلك البحث عما يُسعدك حتى في غيابه. 

اعتمادك المفرط على الشريك من شأنه أن يطمس ذاتيك، ويجعلك تفقد حياتك الخاصة، مما يؤثر في نهاية المطاف سلبا على علاقتك بالشريك.

وإذا ما رغبت في استعادة حياتك مجددا، لا بدّ من الاعتراف بالتبعية واتخاذ قرار يقضي بعدم اعتمادك بشكل مفرط على الشريك.

الاعتماد المفرط يدمر علاقتك
قال موقع "مايند بادي جرين" في تقرير له إنه حين تصبح العلاقة مع الشريك قائمة على التبعية ولا تتصرف خلالها على سجيّتك، فأنت تُساهم بذلك في تدميرها. وفي الواقع، ستشعر بالامتعاض نظرا لأنك لم تعد قادرا على تحقيق ذاتك، مما سيؤدي إلى انغلاقك على نفسك وخسارة الأشخاص المحيطين بك.

لكن كيف تضع حدا للاعتماد المفرط على الشريك حتى تحظى بعلاقة سليمة مع الشريك؟

في البداية، لا بد من تغيير مجرى علاقتك التي تعتمد فيها بشكل مفرط على الشريك. ويعدّ من الجيد أنك أدركت العواقب المترتبة عن ذلك، إلا أنه لا بد من القيام بخطوات عدة حتى تتخلص من التبعية التي صارت تلازمك.

تحدث مع الشريك
يجب عليك أن تتحدث مع الشريك وتناقش معه ما تشعر به. ففي الحقيقة، قد لا يكون الشريك منتبها لوجود مشكلة ما، مما يجعلك المسؤول عن إيضاح الأمور ووضعها في نصابها. وفي البداية، سلّط الضوء على المشكلة، ثم تحدثت عن التداعيات السلبية المنجرة عنها. وعموما، يمكنك التعبير عن تعاستك إزاء ما يحدث بهدف لفت انتباه شريكك وجعله ينصت إليك باهتمام عوضا عن اتخاذ موقف المدافع الذي يعتبر أن الاعتماد المفرط على بعضكما بعضا لا يعد مشكلة.

اجعل الشريك يعترف بالمشكلة
هذه الخطوة قد تعدّ الأصعب، إلا أنه يجب عليك اتباعها حتى تحقق النتيجة المرجوّة، ألا وهي التخلص من التبعية للشريك. وعموما، قد لا يلاحظ أغلب الأشخاص وجود مشكلة، مما سيجعل من الصعب عليك مساعدة شريكك على إدراك وفهم ما يحدث بينكما. في هذه الحالة، ابذل قصارى جهدك من أجل التخلص من هذه المشكلة، وأظهر للشريك كيف تكون العلاقة السليمة بين الطرفين.

اعملا معا لتجاوز المشكلة
يحتاج الأمر إلى تضافر جهود كلا الشريكين من أجل تخطي المشكلة. فضلا عن ذلك، لا بدّ أن يتّفق الطرفان على كيفية معالجة المسألة حتى يسهل عليهما المضي قدما في هذه العلاقة.

تواصل مع العائلة والأصدقاء
يجب عليك التواصل مع عائلتك وأصدقائك، وإعادة بناء علاقاتك معهم من جديد بعدما فقدت المحيطين بك بسبب اعتمادك المفرط على الشريك. لذلك، احرص على جعلهم يشعرون بأنك ما زلت ترغب في إعادة المياه إلى مجاريها.

خطط لأنشطة دون الشريك
لا بأس بوضع الخطط وممارسة البعض من الأنشطة دون الشريك. وإذا كنت متأكدا من استمتاعك بالقيام بنشاط ما، حاول البحث عن شخص آخر حتى تُشاطره هذه المغامرة. وفي الواقع، ستساعدك هذه الخطوة على التخلص من التبعية التي تشعر بها تجاه الشريك.

احرصا على هواياتكما المختلفة
معظم الأزواج الذين يعتمدون على بعضهما بعضا بشكل مفرط، يتقاسمون الهوايات نفسها، ويفعلون العديد من الأشياء سوية، مما من شأنه أن يعمّق من حدة المشكلة. لذلك، حاول البحث عن هوايات جديدة ومثيرة للاهتمام ومارسها بمفردك.

اقض بعض الوقت بعيدا عن الشريك
إذا ما كنت تقضي كل لحظة من أوقات فراغك مع الشريك، فقد حان الوقت للبدء في التفكير في قضاء البعض من الوقت بمفردك بعيدا عنه.

‪سلّط الضوء على المشكلة ثم تحدثت عن التداعيات السلبية المنجرة عنها‬ (بيكسابي)
‪سلّط الضوء على المشكلة ثم تحدثت عن التداعيات السلبية المنجرة عنها‬ (بيكسابي)

اطلب من أصدقائك المساعدة
كن متيّقنا من أن أصدقاءك قد يشعرون بالاستياء منك نظرا لأن اعتمادك المفرط على الشريك جعلك تنغلق على نفسك وتنسى المحيطين بك. وتجدر الإشارة إلى أنه يجب عليك التعبير لأصدقائك عما يخالجك من مشاعر والاعتراف بخطئك. علاوة على ذلك، لا بد من التعبير عن رغبتك في عودة المياه إلى مجاريها.

تعلّم كيف تقضي وقتا بمفردك
أشار الموقع إلى أنه يجب على الجميع أن يبحثوا عن مصدر سعادتهم ويدركوا كيفية الاستمتاع بوقتهم. لذلك، اقض الكثير من الوقت بمفردك، وركز على القيام بكل ما يشعرك بالسعادة.

اطلع على مقومات العلاقة السليمة
يجب عليك أن تكون على اطلاع بالمقوّمات التي من شانها أن تجعل العلاقة سليمة. فرغم اعتقادك بأن البقاء رفقة شريكك طيلة الوقت يعد أمرا جيدا، فإن الأمر ليس كما تتصور. لذلك، حاول العمل على تطبيق ما تعلّمته في علاقتك مع الشريك.

استشر الخبراء
في بعض الأحيان، لا يمكنك التخلص من الاعتماد المفرط على الشريك بمفردك. نتيجة لذلك، قد تحتاج إلى مساعدة الخبراء حتى تتمكن من تخطي هذه المشكلة. ومن الأفضل لك الحصول على المساعدة التي تحتاجها بدلا من ترك علاقتك تصبح بمثابة عائق أمامك، إذ إن التحدث إلى شخص خبير في هذا المجال من شأنه أن يحسّن كلا من علاقتك وحياتك.

هذه الخطوات التي ذكرها موقع "مايند بادي جرين" لتحقيق ذاتيك، لا ينبغي أن تنسيك أهمية الاعتماد المتوازن على الشريك، فمعه يتحقق الانسجام النفسي والعاطفي في الحياة، وتتحقق في ظل وجوده الحياة الأسرية والعائلية والاجتماعية، وتساهمان معا في بناء مجتمع متماسك منجسم.

المصدر : الصحافة الأميركية