تفاصيل عن هجوم الأهواز وإيران تستدعي سفراء أوروبيين

A general view of the attack during the military parade in Ahvaz, Iran September 22, 2018. Tasnim News Agency/via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY
الهجوم باغت العسكريين المشاركين في العرض المقام بمدينة الأهواز (رويترز)

تكشفت بعض تفاصيل الهجوم الدامي على عرض عسكري في مدينة الأهواز (جنوب غربي إيران) أمس السبت، بينما استدعت طهران دبلوماسيين غربيين بعدما اتهمت قبل ذلك حلفاء للولايات المتحدة في الخليج بالتورط في العملية.

وأفادت حصيلة رسمية بمقتل 25 شخصا -بينهم عناصر من الحرس الثوري ومدنيون- وإصابة ستين آخرين، في حين أفاد مسؤول برلماني إيراني بمقتل 29 شخصا.

وأكد متحدثون عسكريون إيرانيون مصرع ثلاثة من المهاجمين في موقع العرض العسكري الذي كان يقام بمناسبة ذكرى الحرب الإيرانية العراقية، وتوفي الرابع في المستشفى متأثرا بجراحه الخطيرة، في حين نُقل عن برلماني إيراني قوله إن المهاجمين قدموا من إقليم كردستان العراق.

ووفق اللواء أبو الفضل شكارجي، وهو متحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، فإن المهاجمين خبأوا الأسلحة في منطقة قريبة من طريق العرض العسكري قبل عدة أيام من الهجوم.

وبثت وكالات الأنباء الإيرانية تسجيلات مصورة تظهر لحظة بدء إطلاق النار والاضطراب الذي ساد بين العسكريين والمدنيين. وقال جندي جريح إن المهاجمين لم يكن لهم هدف محدد، بل كانوا يطلقون النار على الجميع.

وبينما قالت وكالات أنباء إيرانية إن جميع المسلحين الأربعة كانوا يرتدون بزات عسكرية، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الصحفي الإيراني بهراد قاسمي أن واحدا فقط من المهاجمين كان يرتدي زي الحرس الثوري، مؤكدا أن إطلاق الرصاص استمر من 10 إلى 15 دقيقة.

وللوهلة الأولى اعتقد البعض أن إطلاق النار كان جزءا من العرض العسكري قبل أن تتضح الصورة، كما أن الهجوم باغت العسكريين. وسأل عسكري جريح زميلا له "من أين خرجوا؟"، فرد عليه "من خلفنا".

وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد سارع عبر وكالة أعماق إلى تبني الهجوم، غير أن بيانه تضمن معطيات غير دقيقة، منها أن الهجوم نُفذ أثناء وجود الرئيس حسن روحاني الذي كان يحضر بالتزامن عرضا عسكريا في طهران. وأصدر التنظيم لاحقا بيانا آخر حَذف منه تلك الإشارة.

كما تبنت الهجوم ما تعرف بحركة النضال العربي لتحرير الأهواز العملية -وهي جماعة عربية مناوئة للنظام في إيران تضم عددا من الفصائل المسلحة- وقالت إن "المقاومة الوطنية الأهوازية" التابعة للحركة هي التي نفذته، دون أن تقدم أي إثبات على ذلك.

حلفاء أميركا
وسارع المرشد الإيراني علي خامنئي إلى اتهام دول -قال إنها حليفة للولايات المتحدة- بالمسؤولية عن استهداف العرض العسكري في مدينة الأهواز الواقعة بمحافظة خوزستان.

وقال خامنئي في بيان على موقعه الإلكتروني إن هذا الهجوم استمرار لمؤامرات دول المنطقة التي لم يسمّها، مضيفا أن الهدف هو زعزعة الاستقرار في إيران، وواصفا هذه الدول بأنها دمى في يد الولايات المتحدة. أما وزير الخارجية محمد جواد ظريف فتوعد برد حازم.

وكان المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية اتهم في وقت سابق دولتين خليجيتين بالوقوف وراء تسليح وتمويل وتدريب منفذي الهجوم، بينما قال قيادي في الحرس الثوري إن إيران سترد بشكل مدمر وحاسم على الهجوم.

ولاحقا استدعت السلطات الإيرانية سفيري هولندا والدانمارك والقائم بأعمال بريطانيا وأبلغتهم بأنها تحمّل بلدانهم مسؤولية إيواء جماعات معارضة إيرانية.

وفي مقابل الاتهامات الإيرانية، نددت الولايات المتحدة بهجوم الأهواز، كما نددت به الأمم المتحدة وفرنسا وروسيا، فضلا عن تركيا ودول عربية بينها مصر وسوريا ولبنان، وحزب الله اللبناني وجماعة الحوثي اليمنية.

يذكر أن مسلحين من مجموعة كردية إيرانية معارضة قتلوا في يوليو/تموز الماضي عشرة من عناصر الحرس الثوري الإيراني في هجوم على موقع للحرس الثوري على الحدود العراقية. والعام الماضي شهدت طهران هجوما داميا أسفر عن مقتل 18 شخصا وتبناه تنظيم الدولة.

المصدر : الجزيرة + وكالات