عقدة "سور برلين" تثير حفيظة الألمان

معارض عديد أقيمت على أطلال سور برلين قارنت بينه وبين أسوار الفصل المماثلة الموجودة بالعالم.
معارض عديدة أقيمت على أطلال سور برلين قارنت بينه وبين أسوار الفصل المماثلة الموجودة بالعالم (الجزيرة)

خالد شمت-برلين

تراجعت مؤسسة "كونراد أديناور البحثية" الألمانية التابعة للحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم عن تشبيه سور برلين بأسوار وأنظمة عزل حدودية مماثلة في العالم من صفحاتها بشبكات التواصل الاجتماعي.

وجاء هذا التراجع بعد تلقي المؤسسة -التابعة لحزب المستشارة أنجيلا ميركل– انتقادات شديدة بسبب ربطها بين سور برلين وجدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ونشرت المؤسسة البحثية -التي تحمل اسم كونراد أديناور أول مستشار لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وأحد المؤسسين للحزب المسيحي الديمقراطي- صور الأسوار العازلة يوم الاثنين الماضي بمناسبة مرور 57 عاما على بدء النظام الشيوعي فيما كان يعرف بألمانيا الشرقية، ببناء سور برلين في 13 أغسطس/آب 1961.

وضمن الصور التي نشرتها المؤسسة على صفحتيها بموقعي فيسبوك و تويتر، صور لستة من الجدران وأنظمة الحدود والمتاريس العازلة، الموجودة بين المغرب وإسبانيا، والولايات المتحدة والمكسيك، والمغرب والصحراء الغربية وبنغلاديش والهند و السعودية واليمن والجدار الإسرائيلي الفاصل، ومع هذه الصور كتبت المؤسسة أن العالم شهد منذ سقوط سور برلين في 9 نوفمبر/تشرين ثاني 1989، بناء 50 سورا عازلا مماثلا.

انتقادات وتراجع
ولم يمض وقت طويل حتى امتلأ موقع المؤسسة بسيل من الانتقادات التي صب كاتبوها جام غضبهم على المؤسسة البحثية بسبب مقارنتها بين الجدارين البرليني والإسرائيلي.

وهاجم المعلقون على نشر صور الأسوار العازلة، تشبيه المؤسسة لسور برلين بجدار الفصل العنصري الإسرائيلي، معتبرين أن الأول كان أداة للهيمنة على سكان ألمانيا الشرقية ووسيلة لعزلهم، ورأوا أن الثاني "شيدته إسرائيل لحماية سكانها المدنيين من الإرهاب الفلسطيني القادم من الضفة الغربية".

ودفعت هذه الانتقادات -التي دخلت صحيفة بيلد المتخصصة بالإثارة طرفا فيها مع المعارضين لنشر الصور- المؤسسة للاعتذار عن نشرها صور الأسوار العازلة، وقيامها بعد ذلك بحذف هذه الصور من صفحتيها بموقعي فيسبوك و تويتر، مرجعة ما جرى لخطأ من أحد موظفيها، وأكدت أن جدار برلين "مثل أداة للقمع لا يمكن تشبيهها بأي سور آخر". 

يذكر أن سور برلين أحاط  بعد بنائه ببرلين الغربية التي كانت حينذاك جزيرة تابعة لجمهورية ألمانيا الاتحادية داخل ما كان يعرف ألمانيا الشرقية، واعتبر نظام الحكم الشيوعي في برلين الشرقية هذا السور -الذي بناه لمنع الألمان الشرقيين من الهرب إلى برلين الغربية-  جدار حماية ضد الفاشية القادمة من الغرب.

المصدر : الجزيرة