تفاصيل مثيرة عن اغتيال صحفيين روس بأفريقيا الوسطى

A member of the of the Anti-Balaka armed militia displays his weapon in the town of of Bocaranga, Central African Republic, April 28, 2017. REUTERS/Baz Ratner
مسلحون مجهولون اغتالوا ثلاثة صحفيين روس كانوا يحققون في نشاطات عسكرية في أفريقيا الوسطى (رويترز)

أعلنت الهيئة التي يعمل لديها ثلاثة صحفيين روس قتلوا في أفريقيا الوسطى، أنهم كانوا يحققون في نشاط شركة فاغنر شبه العسكرية الروسية.

وكان الصحفيون الثلاثة، وهم المراسل الحربي أورهان جمال، والوثائقي ألكسندر راتسورغييف، والمصور التلفزيوني كيريل رادتشنكو، قد اغتيلوا ليلة الثلاثاء قرب مدينة سيبوت على أيدي مسلحين.

وتبين أنهم يتعاونون في عملهم مع "مركز إدارة التحقيقات"، وهو مشروع أطلقه المعارض الروسي الثري في المنفى ميخائيل خودوركوفسكي.

وقال هذا المركز في صفحته على فيسبوك إن الرجال الثلاثة "وصلوا جوا في 27 يوليو/تموز إلى أفريقيا الوسطى لتصوير نشاطات الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر في هذا البلد".

وقالت أناستازيا غورشكوفا مساعدة رئيس تحرير المركز إن الصحفيين الروس الثلاثة حاولوا قبل اغتيالهم الوصول إلى قاعدة يتمركز فيها مرتزقة مجموعة فاغنر.

وأضافت أنهم منعوا من الدخول بحجة عدم حصولهم على بطاقة اعتماد من وزارة الدفاع المحلية. وأوضحت أيضا أن "مستشارا" في بعثة الأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى كان يساعدهم في تنظيم تحركاتهم في البلاد.

من جانبها، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الأربعاء أن السفارة الروسية في أفريقيا الوسطى تعمل على نقل جثامين الصحفيين القتلى إلى بلادهم.

وأضافت أنه "من خلال جمع واستلام الوثائق التي صدرت في سفارة جمهورية أفريقيا الوسطى في موسكو، أستطيع أن أقول إنهم كانوا في رحلة سياحية".

روسيا سلمت أسلحة خفيفة لحكومة أفريقيا الوسطى بهدف تعزيز سيطرة الجيش على مناطق واسعة بالبلاد (رويترز)
روسيا سلمت أسلحة خفيفة لحكومة أفريقيا الوسطى بهدف تعزيز سيطرة الجيش على مناطق واسعة بالبلاد (رويترز)

مجموعة فاغنر
وكان ضابط سابق في الاستخبارات الروسية يدعى ديمتري أوتكين أنشأ مجموعة فاغنر. وشاركت الشركة ابتداء من يونيو/حزيران 2014 في المعارك شرق أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين الموالين للروس.

كما اشتهرت في سوريا حيث تتحرك بموازاة الجيش الروسي دعما لنظام بشار الأسد منذ سبتمبر/أيلول 2015.

ويفيد خبراء لديهم معلومات حول مجموعة فاغنر بأنها تضم آلاف المرتزقة وأنها لعبت دورا كبيرا في العمليات الروسية شرق سوريا وفي استعادة مدينة تدمر.

وركزت الأضواء على المجموعة في فبراير/شباط الماضي عندما أعلنت واشنطن مقتل ما لا يقل عن مئة مقاتل موال للنظام السوري في منطقة دير الزور.

وبعد أيام من الصمت أقرت موسكو بمقتل خمسة مواطنين روس في هذا القصف إضافة إلى إصابة العشرات، موضحة أنهم جميعا "توجهوا إلى سوريا بمبادرات فردية". إلا أن وسائل إعلام أكدت أن عدد قتلى هذا القصف تجاوز مئتين، غالبيتهم الساحقة من الروس.

ويبدو أن ممول مجموعة فاغنر هو رجل أعمال مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويدعى يفغيني بريغوجين. وقد وقع عقودا عدة مع الجيش أو الإدارة الروسية.

ويلاحق القضاء الأميركي بريغوجين بتهمة الوقوف وراء الحملات عبر الإنترنت بهدف التأثير على انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016 لصالح دونالد ترامب.

ومنذ مطلع العام 2018 نشرت روسيا مدربين عسكريين في أفريقيا الوسطى وعملت على ضمان سلامة الرئيس فوستان أركانج تواديرا. وحصلت موسكو على إذن لبيع حكومة أفريقيا الوسطى السلاح.

وتؤكد موسكو رسميا أن الهدف من وجودها العسكري في أفريقيا الوسطى هو تعزيز قوات الجيش لبسط سيطرتها على مناطق واسعة لا تزال تحت سيطرة مجموعات مسلحة.

المصدر : وكالات