الإسلاموفوبيا بلغت ذروتها في بريطانيا العام الماضي

Muslim demonstrators pray during a protest against the publication of cartoons depicting the Prophet Mohammad in French satirical weekly Charlie Hebdo, near Downing Street in central London February 8, 2015. REUTERS/Stefan Wermuth (BRITAIN - Tags: POLITICS CIVIL UNREST RELIGION)
يقدر عدد المسلمين في بريطانيا بنحو 4.1 ملايين (رويترز-أرشيف)

رصدت منظمة بريطانية ارتفاعا قياسيا في عدد الهجمات المعادية للمسلمين في البلاد خلال العام الماضي (2017).

وقالت "تيل ماما" المعنية برصد الهجمات ضد المسلمين في بريطانيا -في تقريرها السنوي- إن هناك ارتفاعا ملحوظا في الهجمات المدفوعة بما يسمى "الإسلاموفوبيا" جرى تسجيلها العام الماضي.

وأوضحت أن "الاعتداءات اللفظية والجسدية ضد المسلمين في الأماكن العامة في بريطانيا ارتفعت بنسبة 30%العام الماضي بسبب شعور بعض الأشخاص بالتشجيع نتيجة التحول في الخطاب السياسي".
     
وقالت المنظمة إن لديها 1201 بلاغ مؤكد عن اعتداءات مدفوعة بالإسلاموفوبيا العام الماضي، وإن ثلثي هذه الاعتداءات (939 هجوما) وقعت في الشوارع، بينما وقع الثلث الآخر عبر الإنترنت.
       
كما رصدت ارتفاعا تصل نسبته إلى 500% بعدد الحوادث ضد المسلمين التي تم الإبلاغ عنها في الأسبوع الذي أعقب تصويت بريطانيا بالموافقة على الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء أجري في يونيو/حزيران 2016. 

كما أوضح تقرير "تيل ماما" أن الرقم المعلن يمثل زيادة بنسبة 26% عما سجلته عام 2016 ـلم تذكر عدداـ وهو الأعلى على الإطلاق منذ بدء تسجيل مثل تلك الحوادث عام 2012.

 لكن عدد هذه الاعتداءات ضد المسلمين في الأماكن العامة زاد بنسبة 700% خلال الأسبوع الذي تلا الهجوم "الإرهابي" بساحة مانشستر في مايو/أيار 2017 عندما لقي 22 شخصا حتفهم وأصيب المئات بعد حفل غنائي لنجمة البوب الأميركية أريانا جراندي، بحسب المنظمة.

وأوضحت المنظمة أن الخطاب المعادي للمسلمين "يهيمن على المشهد السياسي" مضيفة أن ذلك أدى إلى "تجرؤ الأشخاص". وأرجع خبراء ذلك الارتفاع إلى تنامي قوة اليمين المتطرف في البلاد.

ولفتت إلى أن السلطات البريطانية غالبا لا توثق مثل تلك الأحداث، وتتجاهلها في أحيان كثيرة.

وقالت مديرة المنظمة إيمان عطا إن أصوات الضحايا لم تكن مسموعة إلى حد كبير، مما أضعف فرصة وصولهم إلى العدالة.

وأضافت أن "بريطانيا تشهد أوقاتا مقلقة بشكل شديد حيث يبحث المواطنون عن اليقين، وأن ما يجدونه هو عدم الاستقرار على المستوى السياسي والاجتماعي الأمر الذي حدا بالبعض إلى استهداف جماعات الأقلية". 
      
وتابعت عطا "إننا نرى المزيد من الحوادث العدوانية عبر الشوارع، مرتكبوها من صغار السن تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاما، وتزايد أعمال التخريب، والتدخل الدولي بواسطة حسابات منظمة بشكل جيد في مواقع التواصل الاجتماعي".

والشهر الماضي، دعا المجلس الإسلامي البريطاني -أكبر منظمة مدنية للمسلمين في بريطانيا- حزب المحافظين الحاكم إلى التحقيق في حوادث الإسلاموفوبيا ضمن أوساط الحزب، مشيرا إلى أن هناك ارتفاعا ملحوظا في مثل تلك الحوادث.

ويقدر عدد المسلمين في بريطانيا بنحو 4.1 ملايين مسلم، أو ما نسبته 6.3% من مجموع السكان البالغ عددهم نحو 66 مليونا. 

المصدر : وكالة الأناضول