أميركا على حافة حرب تجارية مع حلفائها

DUISBURG, GERMANY - MAY 30: Rail cars loaded with rolled up steel on the site of ThyssenKrupp Schwelgern steel plant on May 30, 2018 in Duisburg, Germany. The European Union and the United States are so far on a collision course over steel and aluminum imports by the US from the EU, with either tariffs or import restrictions becoming more likely by June 1. (Photo by Michael Gottschalk/Getty Images)
قطارات تنقل كميات من الصلب في مدينة ديسبورغ بألمانيا (غيتي)

باتت الولايات المتحدة وحلفاؤها على حافة حرب تجارية واسعة النطاق بعد أن ردت كندا وأوروبا والمكسيك بفرض رسوم "انتقامية" على واشنطن ردا على قرارها فرض رسوم جمركية على وارداتها من الألمنيوم والصلب من هذه الأطراف.

وقال وزير التجارة الأميركي ويلبور روس إن الرسوم البالغة 25% على واردات الصلب و10% على واردات الألمنيوم ستدخل حيز التنفيذ الجمعة. 

وبرر روس اتخاذ القرار بالقول إن المحادثات مع المفوضية الأوروبية أحرزت تقدما لكن دون أن تصل إلى الحد الذي يبرر تمديد الإعفاء المؤقت أو منح إعفاء دائم.

وتعد هذه النسب مرتفعة جدا باعتبار أن الرسوم الجمركية التي تفرضها كل من الولايات المتحدة وأوروبا على السلع المصنعة التي يسوقها الطرف الآخر منخفضة بالفعل (بمعدل أقل من 3%).

ويأتي سريان الرسوم الأميركية تنفيذا لتعهدات أطلقها الرئيس دونالد ترامب قبل أسابيع، وبدخول قرارات ترامب حيز التنفيذ تكون واشنطن قد أنهت إعفاء استمر شهرين ومهدت لحرب تجارية محتملة مع أهم شركائها وحلفائها.

وكان الاتحاد الأوروبي وأطراف أخرى سعوا في الأسابيع الماضية إلى الحصول على استثناء من الرسوم الأميركية لكنهم لم ينجحوا في ذلك، وكانت قيمة صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة من الصلب بلغت العام الماضي 5.3 مليارات يورو ومن الألمنيوم 1.1 مليار يورو.

توعد أوروبي
وفي رد "انتقامي" تعهد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم كبيرة على عشرات المنتجات الأميركية، منها التبغ والويسكي وملابس الجينز والدراجات النارية، وكان قد أرسل لائحة بهذه المنتجات إلى منظمة التجارة العالمية قبل نحو أسبوعين تحسبا لسريان الرسوم الأميركية.

ويهدف الاتحاد الأوروبي من خلال الإجراءات المضادة إلى التعويض بقيمة 2.8 مليار يورو عن أضرار الرسوم الأميركية، بيد أن وزير التجارة الأميركي قلل من تأثير الإجراءات الأوروبية، قائلا إن تأثيرها لن يتعدى 1% على الاقتصاد الأميركي.

وسارعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى التنديد بالخطوة الأميركية، مشيرة إلى أن لدى الاتحاد الأوروبي موقفا واضحا إزاء فرض واشنطن تعريفات على وارداتها الأوروبية من الصلب والألمنيوم، في حين حذر المتحدث باسم الحكومة الألمانية من الدخول في دوامة من التصعيد تتضرر منه كل الأطراف.

كما ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالقرار الأميركي حيث وصفه بغير القانوني، وقال إن القومية الاقتصادية تقود إلى الحرب. ويفترض أن يجري ماكرون اتصالا مع نظيره الأميركي بهذا الشأن.

من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند إن بلادها ستفرض رسوما جمركية انتقامية على صادرات أميركية بنحو 13 مليار دولار، وستطعن في رسوم الاستيراد الأميركية على الصلب والألمنيوم بمقتضى اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية ومنظمة التجارة العالمية.

كما أن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو انتقد الرسوم الأميركية، وعبر عن أسفه لأن الإجراءات الأميركية لا تسير في الاتجاه الصحيح.

وفي نفس السياق، قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد إن تزايد الحمائية بين القوى الاقتصادية الرئيسية في العالم يهدد بإلحاق الضرر الأكبر بالفئة الأكثر فقرا في العالم.

المصدر : الجزيرة + وكالات