تقارب نادر في المواقف بين بوتين وميركل

SOTSCHI, RUSSIA - MAY 18: In this handout photo provided by the German Government Press Office (BPA), German Chancellor Angela Merkel is handed over a bouquet of flowers as she meets Russian President Vladimir Putin in his residency on May 18, 2018 in Sotschi, Russia. (Photo by Guido Bergmann/Bundesregierung via Getty Images)
ميركل وبوتين عبّرا عن تقارب في مواجهة الولايات المتحدة (غيتي)
مثّل اللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فرصة نادرة للتقارب بعد خلافات عميقة بين أوروبا وروسيا على عدة قضايا في أعقاب الأزمة الأميركية الأوروبية بشأن الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن.

وتحدث الزعيمان في مؤتمر صحفي في ختام لقائهما أمس الجمعة بمنتجع سوتشي (جنوبي روسياعن عدة قضايا، منها الاتفاق النووي الذي شكل أحد مواضيع التقارب النادرة بين الأوروبيين وموسكو.

وقالت ميركل في هذا السياق "تؤيد 

ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وجميع الزملاء في الاتحاد الأوروبي هذا الاتفاق وسنواصل التمسك به". 

ورأت المستشارة الألمانية أن "هذا الاتفاق ليس مثاليا، لكنه أفضل من عدم الاتفاق، إنه يضمن رقابة أكثر، وأمنا على نطاق أوسع، كما أن إيران تفي بالتزاماتها".

الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن الانسحاب من الاتفاق النووي في الثامن من مايو/أيار الجاري (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن الانسحاب من الاتفاق النووي في الثامن من مايو/أيار الجاري (رويترز)

خط أنابيب الغاز
ودافع بوتين وميركل كذلك عن مشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" المهدد بعقوبات أميركية، الذي يعد سببا إضافيا للتقارب في مواجهة واشنطن، فضلا عن الرغبة في الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس إن الإدارة الأميركية ضاعفت ضغوطها على أوروبا للتخلي عن خط الغاز مقابل وقف الحرب التجارية بينهما.

ملف الخلافات
وبرزت الخلافات بين الجانبين في الملف السوري، حيث قال بوتين إن على الدول الأوروبية أن تساعد في إعادة إعمار سوريا إذا كانت تريد عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، ودعا تلك الدول إلى "إبعاد السياسة" عن عملية إعادة الإعمار، ورفع القيود عن المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري.

وكان الاتحاد الأوروبي دعا إلى التركيز على عمليات الإغاثة الإنسانية والامتناع عن تقديم أموال لإعادة إعمار سوريا إلا إذا وافق الرئيس السوري بشار الأسد على مشاركة المعارضة في السلطة.

وأكد بوتين وميركل أنهما يؤيدان تسوية سياسية في سوريا على أساس مفاوضات جنيف وأستانا، والعمل على تحقيق الاستقرار على الأرض، وإيصال المساعدات الإنسانية للسوريين.

وتشهد العلاقات بين أوروبا وموسكو توترات شديدة في السنوات الأخيرة، بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم والحرب في شرق أوكرانيا والخلاف بشأن الأزمة السورية.

وتدهورت العلاقات بشكل أكبر في الأشهر الأخيرة بعد تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في إنجلترا، وما تلا ذلك من تبادل طرد الدبلوماسيين.

وعبر بوتين الجمعة عن تمنياته "بصحة جيدة" لسكريبال إثر خروجه من مستشفى بريطاني، حيث كان يعالج منذ أشهر، مع استمرار نفي تورط روسيا في تسميمه.

وناقش بوتين وميركل أيضا الملف الأوكراني، حيث يدور نزاع منذ أربع سنوات بين حكومة موالية للغرب وقوى موالية لروسيا، وقد تجدد التوتر هناك في الأيام الأخيرة.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن "أي لقاء مع قائد دولة مهمة في الاتحاد الأوروبي له أهمية خاصة، وهو اللقاء الأول منذ إعادة انتخاب بوتين وميركل وهذا أمر مهم جدا".

المصدر : الجزيرة + وكالات