رئيس مؤتمر ميونيخ: قرار ترامب يشعل حريقا إضافيا

رئيس مؤتمر الدولي للأمن والسياسات الدفاعية فولفغانغ إيشينغر.
رئيس مؤتمر الدولي للأمن والسياسات الدفاعية فولفغانغ إيشينغر (الجزيرة نت)

خالد شمت-برلين

اعتبر مدير مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن والسياسات الدفاعية السفير فولفغانغ إيشينغر أن إعلان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران أكثر قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطورة منذ توليه منصبه قبل نحو عام ونصف العام.

وقال إيشينغر -في مقابلة بثت الأربعاء مع برنامج مجلة الصباح بالقناة الثانية شبه الرسمية بالتلفاز الألماني (زد دي أف)- إن خروج ترامب من اتفاق باريس للمناخ وتهديده بحرب تجارية مع الاتحاد الأوروبي من الأخطاء الكبيرة لكنها لا تقارن بالخطأ الفادح بإعلانه الانسحاب من الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأشار الخبير الإستراتيجي البارز إلى أن عدم خروج معظم الاتفاقيات الدولية بنتائج مثالية لكل أطرافها أمر معروف وواقعي، وأوضح أن الاتفاق الدولي مع طهران حقق التطلعات المتعلقة به رغم عدم إمكانية تعرضه لقضايا أخرى مهمة مثل البرنامج الإيراني للصواريخ البالستية وحزب الله اللبناني ودور إيران في سوريا وتمددها بالمنطقة.

ويرى إيشينغر أن خطورة قرار ترامب ترتبط بالأوضاع الأكثر خطورة بالشرق الأوسط، مثل الحرب بسوريا والصراع السعودي الإيراني وتطلع دول مختلفة للتحول لقوى نووية، وبما سيؤدي إليه هذا القرار من إشعال حريق جديد بجوار نيران الأزمات الأخرى الموجودة بالمنطقة.

الرئيس الأميركي يعلن الانسحاب من الاتفاق مع إيران
الرئيس الأميركي يعلن الانسحاب من الاتفاق مع إيران

الاتفاق الدولي
وأضاف إيشينغر-الذي لعب دورا مساعدا بصياغة الاتفاق الدولي مع إيران- أن ترامب لم يكن لديه أي دليل جديد يؤكد ادعاءاته بخرق طهران للاتفاق وسعيها لامتلاك قنبلة نووية، وأشار إلى أن الأوروبيين كانوا يعرفون أن طهران امتلكت برنامجا نوويا عسكريا وأنها أوقفته عام 2003 مما شجعهم على التفاوض والوصول معها للاتفاق الدولي حول برنامجها النووي.

وذكر الخبير الإستراتيجي الألماني أن خروج ترامب من هذا الاتفاق بدوافع داخلية -ليظهر كمنفذ لكل تعهدات حملته الانتخابية- أتى على حساب السلام العالمي.

وأشار إلى أن الأزمة التي أوجدها انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران أتاحت للأوروبيين فرصة لبلورة موقف موحد، وعدم تكرار الانقسام الذي حدث تجاه العراق عام 2003 بوجود الألمان والفرنسيين في جهة والبريطانيين بالجهة المقابلة.

واوضح أن هذا يعني صياغة دول الاتحاد الأوروبي سياسة موحدة مع أو بدون بريطانيا، والسعي للاحتفاظ بالاتفاق الدولي مع إيران والبناء عليه بخوض مباحثات شاقة وطويلة مع طهران حول أنشطتها المتعلقة بالإرهاب، واستعدادها لصياغة بنية أمنية جديدة للمنطقة.

المصدر : الجزيرة