كيف وصل الغاز الذي سمم العميل الروسي لبريطانيا؟

نقلت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية عن مسؤولين استخباراتيين بريطانيين قولهم إن غاز الأعصاب الذي استخدم في الهجوم على العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال (66 عاما) وابنته (33 عاما) زرع في حقيبة ابنته أثناء زيارتها موسكو قبل الواقعة بأيام.

وقالت الصحيفة إن مسؤولا كبيرا في الاستخبارات البريطانية أشار إلى أن السلطات الأمنية استبعدت فرضية أن يكون هناك عملاء تابعون لروسيا قد دخلوا إلى بريطانيا لتنفيذ العملية، في حين تركز التحقيقات على فرضية زرع الغاز داخل حقيبة يولا سكريبال. 

وتقوم فرضية الاستخبارات البريطانية على أنه تم زرع غاز الأعصاب في حقيبة ابنة سكريبال قبل مغادرتها موسكو ووصولها إلى بريطانيا في الثالث من الشهر الجاري، وأنهم يعملون على نظرية أن السم دس في الملابس أو مستحضرات التجميل.

ويشير أحد المصادر إلى أن "القتلة" اقتحموا شقة سكريبال الابنة في موسكو وزرعوا غاز الأعصاب في حقائبها.

وبعد تحقيقات ومتابعات تخشى الشرطة البريطانية أن يكون نحو 131 شخصا قد تأثروا بغاز الأعصاب القاتل، وأن السلطات الصحية تقوم بمراقبتهم عبر الهاتف بشكل يومي.

وقالت السلطات الصحية إن 46 شخصا راجعوا بالفعل المستشفى منذ وقوع الحادث للتأكد من عدم تأثرهم بالسم.

ونقلت تلغراف عن الشرطة أنه تم نصب 24 حاجزا في مدينة ساليزبري (غرب لندن) وحولها حيث كان يقيم سكريبال مع سعي السلطات إلى القضاء على أي أثر لغاز الأعصاب.

موقف غربي
وفي بيان مشترك أدانت بريطانيا وأميركا وفرنسا وألمانيا الهجوم على سكريبال وابنته، معتبرة أنه لا يوجد "تفسير منطقي" للاعتداء الروسي بغاز الأعصاب في الأراضي البريطانية، وأنه يعد اعتداء على السيادة البريطانية وانتهاكا للقانون الدولي واتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وتهديدا لأمن الدول الأربع.

وكانت لندن قد أعلنت سلسلة عقوبات ضد روسيا إثر الحادث، بينها طرد 23 دبلوماسيا، كما أعلنت رئيسة الوزراء حزمة من الإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية، منها قرار بإلغاء كل الاتصالات الثنائية رفيعة المستوى مع روسيا.

في المقابل، قالت روسيا إنه لا يوجد دليل يؤكد ضلوعها في حادثة التسميم بغاز الأعصاب. ووصفت الاتهامات البريطانية بالهستيرية، كما طالبت بريطانيا بوقف ما وصفته بسياستها الإمبريالية.  

ووقع حادث تسميم العميل الروسي المزدوج السابق وابنته -حسب السلطات البريطانية- في مدينة ساليزبري في 4 مارس/آذار الجاري، وهما لا يزالان يرقدان في العناية المركزة.

وكانت روسيا قد أدانت سكريبال بالتجسس لصالح بريطانيا عام 2006، واستطاعت لندن مقايضته في عام 2010.

المصدر : الجزيرة + تلغراف