هل انتهت مرحلة التراشق التركي الأميركي؟

اتفقت تركيا والولايات المتحدة على نزع فتيل الأزمة بينهما بعد فترة من التراشق على خلفية انتقاد واشنطن عملية "غصن الزيتون" التي تقوم بها تركيا شمالي سوريا، كما اقترحت أنقرة نشر قوات مشتركة في منطقة منبج السورية.

واتفق الجانبان في البيان الصادر عقب انتهاء محادثات ريكس تيلرسون في أنقرة على إنشاء آلية مشتركة لحلّ المشاكل الثنائية، على أن يتم ذلك بحلول منتصف الشهر القادم.

وجاء في البيان أن البلدين سيتخذان "مواقف حازمة بشأن جميع التطورات في سوريا، وجميع المستجدات التي من الممكن أن تخلق تغييرا ديموغرافيا في هذا البلد"، كما أكدت الدولتان "الالتزام بالحفاظ على سلامة الأراضي السورية ووحدتها الوطنية".

وقال تيلرسون، الذي اجتمع مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وقبله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ "نجد أنفسنا عند نقطة حرجة في العلاقات"، مضيفا "من الآن فصاعدا سنعمل معا يدا بيد، وسنواجه القضايا التي تسبب لنا مشكلات وسنحلها".

 الجيش التركي أطلق الشهر الماضي عملية برية بالتعاون مع الجيش السوري الحر للسيطرة على عفرين(الأناضول)
 الجيش التركي أطلق الشهر الماضي عملية برية بالتعاون مع الجيش السوري الحر للسيطرة على عفرين(الأناضول)

مهام محددة
وتعهد الوزير الأميركي بأن يكون تزويد بلاده قوات سوريا الديمقراطية بالسلاح محدودا ولمهام محددة.

وشدد تيلرسون على ضرورة أن تعمل أنقرة وواشنطن على حل التوترات بشأن مدينة منبج السورية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية باعتبارها "أولوية".

واقترحت أنقرة نشر قوات تركية وأميركية مشتركة في منبج، وقال جاويش أوغلو إن تركيا ستكون قادرة على اتخاذ خطوات مشتركة مع الولايات المتحدة في سوريا بمجرد أن تغادر الوحدات الكردية
منطقة منبج.

وأضاف "المهم من سيحكم ويوفر الأمن لهذه المناطق، سننسق لاستعادة الاستقرار في منبج والمدن الأخرى".

وتقول تركيا إن واشنطن نكثت وعدا بانسحاب وحدات حماية الشعب من منبج فور هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية هناك.

وتواجه قوات الجيش التركي في منطقة عفرين مقاتلين أكرادا متحالفين بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في المعركة ضد تنظيم الدولة وجماعات مسلحة أخرى.

وكانت واشنطن عبرت عن قلقها العميق حيال عملية غضن الزيتون التي يقوم بها الجيش التركي منذ الشهر الماضي في مدينة عفرين (شمالي سوريا) بالتعاون مع الجيش السوري الحر ضد وحدات حماية الشعب الكردية، وهو ما أثار توترا بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وبينما تعتبر تركيا -ومعها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة- حزب العمال الكردستاني "إرهابيا"، فإن واشنطن تدعم مجموعات كردية في سوريا -من بينها وحدات حماية الشعب- وتسلحها في تصديها لتنظيم الدولة الإسلامية.

المصدر : الجزيرة + وكالات