مؤتمر ميونيخ للأمن

شعار مؤتمر ميونيخ للأمن

أحد أكبر وأهم المؤتمرات التي تناقش السياسة الأمنية على مستوى العالم، يلتقي خلاله المئات من صناع القرار من مختلف دول العالم وفي مختلف المجالات الأمنية والسياسية والعسكرية للتباحث حول أوضاع العالم والتحديات التي تواجهه على مختلف الصعد.

وينعقد المؤتمر بشكل سنوي ويستمر ثلاثة أيام، وقد تحوّل من التركيز على قضايا الدفاع فقط إلى منتدى للسياسيين والدبلوماسيين والباحثين.

التأسيس
تأسس مؤتمر ميونيخ للأمن عام 1963 من طرف الباحث الألماني إيوالد فون كلايست، ويرأسه حاليا فولفغانغ إيشينغر، وهو دبلوماسي ألماني سابق، وعمل سفيرا لألمانيا في عدد من العواصم العالمية الكبرى ومن بينها واشنطن، قبل توليه رئاسة مؤتمر ميونيخ عام 2010.

التسمية
على مدى عقود من الزمن، مرّ المؤتمر بمحطات ومراحل متعددة، وقد حمل أسماء متعددة من بينها "اللقاء الدولي لعلوم الدفاع"، ثم "المؤتمر الدولي لعلوم الدفاع"، قبل أن يصبح اسمه مؤتمر ميونيخ للأمن.

مكان الانعقاد
ينعقد مؤتمر ميونيخ سنويا بمدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا الألمانية، وهي أكبر مدنها مساحة وسكانا وأهم مراكزها الصناعية والسياحية وأكثر مدنها غلاء في الأسعار. وتقع المدينة جنوبي ألمانيا على ضفاف نهر إيسار قرب الحدود مع النمسا.

وتنظم فعاليات المؤتمر في فندق "بايريشر هوف" الواقع وسط ميونيخ، ويتوفر الفندق الفاخر على 340 غرفة و65 جناحا فندقيا و40 قاعة للمؤتمرات.

المسار
خلال العقود الأولى من عمر المؤتمر كان الحضور محدودا والمشاركون أقل، وكانت النقاشات تتركز حول السياسات الغربية ضمن الإطار الشامل لمواجهات الحرب الباردة.

وبعد انتهاء الحرب الباردة، سعى مؤسسو المؤتمر إلى توسيعه ليتجاوز الإطار الغربي الضيق، فأصبح أكثر انفتاحا على مشاركين من دول أوروبا الوسطى والشرقية وكذلك على آخرين من دول ما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي. وكانت فلسفتهم حينئذ أن على المؤتمر، شأنه في ذلك شأن حلف شمال الأطلسي، أن يتخطى الإطار الضيق الذي رسمته الحرب الباردة، وأن يتوسع نحو أطراف أخرى إذا ما أريد له أن يأخذ مكانة ودورا أكبر على مستوى العالم.

واليوم ومع زيادة وتنوع اللاعبين المهيمنين على مستوى العالم واتساع دائرة التحديات، زاد عدد المشاركين خصوصا من القيادات السياسية والأمنية من القوى الصاعدة في الصين والبرازيل والهند، كما جلبت الثورات العربية والنقاشات المتزايدة حول دور ومكانة إيران في الإقليم وطموحاتها النووية، والتحديات المرتبطة بنشوء عدد من التنظيمات المسلحة وفي مقدمتها تنظيم الدولة الإسلامية وغيرها من التحديات التي جلبت قادة الشرق الأوسط إلى ميونيخ.

وقد تميزت بعض دورات منتدى ميونيخ بكونها شهدت لأول مرة على المستوى التاريخي طرح تصورات مستقبلية ساهمت لاحقا في تغيير الخريطة السياسية على المسرح الدولي، مثل الأطروحات الألمانية للانفتاح على الشرق في حقبة الحرب الباردة، أو ما سمي القرار المزدوج لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مع بداية حقبة الانفراج الدولي، أو تصورات غورباتشوف التي أوصلت إلى نهاية الحرب الباردة.

ولكن ومنذ السنوات الأولى من تسعينيات القرن الماضي، أصبح المؤتمر مسرحا لطرح مخاطر ما سمّي "العدو البديل" و"الحرب على الإرهاب"، وسيطرت قضية الحرب الأولى ضد العراق على المؤتمر في السنوات التالية، ثم أصبح ساحة مواجهات ساخنة أحيانا بين جناحي حلف الناتو الأوروبي والأميركي كما وقع مع حرب احتلال العراق عامي 2003، أو ما وقع بين أقطاب الأمس الدوليين حول الملف النووي لإيران وبشأن الدرع الصاروخية الأميركية بين عامي 2005 و2007.

ومنذ اندلاع ما تعرف بثورات الربيع العربي، زاد تركيز المؤتمر على قضايا المنطقة العربية، كما حضرت الأزمة الأوكرانية والعلاقات الغربية الروسية بشكل عام بقوة في النسخ الأخيرة من المؤتمر.

وفي العام 2015 هيمنت أزمات وقضايا عديدة على جلسات المؤتمر منها: الأزمة الأوكرانية، وتحديات "الإرهاب الذي يمثله تنظيم الدولة"، والبرنامج النووي الإيراني، والسياسات الدفاعية الأوروبية، والأزمة بين الصين والدول المطلة على المحيط الهادي، ومأساة اللاجئين حول العالم.

وفي العام 2016 طغت الأزمة السورية ومكافحة الإرهاب وتنظيم الدولة وأزمة اللاجئين على أعمال المؤتمر، الذي شارك فيه أكثر من ثلاثين رئيس حكومة ودولة وما يزيد على ستين وزير خارجية ودفاع من جميع أنحاء العالم.

وفي العام 2017 هيمن القلق الأوروبي من مواقف الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترمب، والمخاوف من تفاقم حالة انعدام الأمن وانتشار الشعبوية السياسية بعد انتخاب ترمب، بالإضافة إلى التحديات الأمنية وما تعرف بموضوعات التطرف والإرهاب في المنطقة.

وفي العام 2018 (الدورة 54) ستركز النقاشات على التطورات الجارية في سوريا وعلاقات الاتحاد الأوروبي مع روسيا والولايات المتحدة والبرنامج النووي لكوريا الشمالية والأزمة الخليجية، فضلا عن ملامح السياسة الخارجية والدفاعية للولايات المتحدة.

ويشارك في هذه الدورة رؤساء 21 دولة وحكومة، وأكثر من ثمانين وزير خارجية ودفاع، وأكثر من ستمئة مدعو من المديرين في شركات عالمية والأكاديميين وممثلي منظمات المجتمع المدني.

ومن بين المشاركين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

كما يشارك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وتعقد جلسة مخصصة للقادة الشبان بمشاركة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

ويشارك أيضا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، كما يلتقي في المؤتمر رؤساء عدد من أهم أجهزة المخابرات في العالم.

المصدر : الجزيرة + دويتشه فيله + الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية