أميركا تؤكد نجاحها بأفغانستان ومسؤولون دوليون يناقضونها

CAMP BOST, AFGHANISTAN - SEPTEMBER 11: U.S. service members walk off a helicopter on the runway at Camp Bost on September 11, 2017 in Helmand Province, Afghanistan. About 300 marines are currently deployed in Helmand Province in a train, advise, and assist role supporting local Afghan security forces. Currently the United States has about 11,000 troops in the deployed in Afghanistan, with a reported 4,000 more expected to arrive in the coming weeks. Last month, Presiden
الجنود الأميركيون في أفغانستان يتنقلون بالمروحيات وسط دلائل على تداعي الأوضاع الأمنية (غيتي)

قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نكي هيلي إن سياسة الرئيس دونالد ترمب في أفغانستان تحقق نجاحا، وإن بلادها أقرب من أي وقت مضى للتفاوض مع حركة طالبان.

ويتناقض هذا الحديث مع تصريحات سابقة للرئيس الأفغاني أشرف غني سفير كزاخستان خيرت عمروف، الذي يرأس الدورة الحالية لمجلس الأمن الدولي، وحتى قائد القوات الأميركية في أفغانستان.

وأبلغت هيلي الصحفيين في نيويورك أمس الأربعاء بعد عودتها من كابل مطلع الأسبوع مع وفد من مجلس الأمن الدولي، أن "السياسة الأميركية في أفغانستان تؤتي ثمارها. نرى أننا أقرب إلى المحادثات مع طالبان وعملية السلام من أي وقت مضى".

وذكرت أن المسؤولين الأفغان أبلغوا المبعوثين أنه منذ بدء تطبيق الإستراتيجية الأميركية "بدؤوا يشهدون تراجعا من طالبان وبدؤوا يشهدون تحركهم نحو طاولة المفاوضات".

وأضافت هيلي أن عملية السلام بالكامل تحت قيادة الأفغان، وقالت "لا نعتقد أننا بحاجة لتسهيل عملية السلام. نعتقد أننا بحاجة لدعم عملية السلام".

غير أن وكالة أسوشيتدبرس الأميركية للأنباء نقلت عن خيرت عمروف، الذي قاد وفد مجلس الأمن إلى كابل، القول إن أعضاء الوفد يساورهم القلق إزاء ما سماه "استمرار انعدام الأمن، لا سيما مع اشتداد أوار الأنشطة الإرهابية في شمال وشرق أفغانستان وتجميع الإرهابيين الأجانب القادمين من سوريا إلى أفغانستان صفوفهم مرة أخرى".

ويتسق هذا الموقف مع أحدث تقرير قدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمجلس الأمن الشهر الماضي وجاء فيه أنه "لم يحدث تقدم حقيقي نحو تسوية سلمية" للصراع في أفغانستان.

وقال عمروف إن مجلس الأمن يدعو إلى تكثيف الجهود الرامية إلى إقرار السلام والمصالحة "إدراكا منه أن الحل العسكري لا يمكن أن يكون كافيا بدون عملية سياسية".

وأضاف أن أعضاء الوفد شددوا على أهمية الالتزام بجدول زمني يحدد موعدا لإجراء الانتخابات التشريعية واختيار مسؤولين للمقاطعات هذا العام ورئيس للبلاد العام المقبل.

وجاءت أقوى التصريحات من الرئيس الأفغاني أشرف غني الذي حذر في الآونة الأخيرة من انهيار الحكومة في غضون ثلاثة أيام، ومن انهيار أمني شامل خلال ستة أشهر إذا انسحبت الولايات المتحدة من بلاده.

الجنرال نيكلسون مع بعض قواته في محافظة لوغار بأفغانستان وسط تحذيرات من انهيار أمني شامل (رويترز)
الجنرال نيكلسون مع بعض قواته في محافظة لوغار بأفغانستان وسط تحذيرات من انهيار أمني شامل (رويترز)

من ناحيته، اعترف قائد القوات الأميركية في أفغانستان جون نيكلسون بأن العاصمة كابل محاصرة، وأن السيطرة عليها باتت أمرا صعبا للغاية. وأضاف أن الأولوية عنده الآن هي الحفاظ على حياة الجنود الأميركيين الذين يتنقلون حاليا بالمروحيات ولا يسيرون على الطرقات.

ومن جانبها وصفت هيلي إجراء انتخابات في أفغانستان بأنها الخطوة "الأهم بالنسبة للولايات المتحدة".

في غضون ذلك، دعت روسيا بدورها إلى إطلاق مفاوضات مباشرة بين السلطات الأفغانية وحركة طالبان في أسرع وقت ممكن، لاحتواء الأزمة في هذا البلد.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن موسكو مستعدة لتقديم منصة من أجل إطلاق مثل هذه المفاوضات، وإنها تساعد في تنظيم عملية التفاوض، سواء في إطار "صيغة موسكو" أو في إطار مجموعة "منظمة شنغهاي للتعاون-أفغانستان" التي استأنفت عملها أخيرا.

وذكر البيان أن التجربة والجهود الدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في أفغانستان تؤكد عدم فعالية احتواء المشكلات باستخدام القوة.

وطالبت الخارجية الروسية في بيانها باتخاذ خطوات جدية لإطلاق عملية المصالحة الوطنية المقترحة على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي.

المصدر : وكالات