انقسامات دولية بشأن حملة ميانمار ضد الروهينغا

برزت انقسامات دولية اليوم الأربعاء قبل ساعات من اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة أزمة لاجئي الروهينغا، جراء إعلان الصين مساندتها للعملية العسكرية التي ينفذها جيش ميانمار في إقليم أراكان غربي البلاد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ إن بلاده تؤيد حكومة ميانمار "للحفاظ على السلام والاستقرار في أراكان". وأضاف في مؤتمر صحفي "نأمل عودة النظام والحياة الطبيعية هناك في أقرب وقت ممكن".

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق اليوم لمناقشة أزمة الروهينغا، ولكن التدخل الصيني يهدف على ما يبدو لقطع الطريق على أي محاولة لفرض عقوبات ضد ميانمار.

وفي وقت سابق، زار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ميانمار وأبدى دعما لحكومتها بقوله "نشاركم مخاوفكم بشأن العنف المتطرف في إقليم أراكان".

وينعقد مجلس الأمن اليوم الأربعاء بناء على طلب من بريطانيا والسويد، وسط تزايد القلق إزاء توسع حملة التطهير العرقي ضد الروهينغا.

وسبق أن عقد مجلس الأمن اجتماعات مغلقة أواخر أغسطس/آب الماضي لمناقشة أزمة الروهينغا ولكن دون التوصل إلى بيان رسمي.

وكانت واشنطن انتقدت حملة جيش ميانمار ضد الروهينغا ووصفتها والأمم المتحدة بأنها تطهير عرقي أجبر 370 ألفا من أبناء هذه الأقلية على النزوح إلى بنغلاديش المجاورة.

ودعت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" والعفو الدولية مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على حكومة ميانمار لوقف "التطهير العرقي" ضد أبناء طائفة الروهينغا بإقليم أراكان.

وطالبت الأمم المتحدة بتقديم مساعدات عاجلة لنحو 400 ألف لاجئ من الروهينغا، وصلوا إلى بنغلاديش منذ بدء العمليات العسكرية في أراكان الشهر الماضي.

وقد قدمت إندونيسيا مساعدات غذائية وإنسانية عاجلة للاجئين الروهينغا الذين دخلوا حديثا إلى الأراضي البنغالية.

ودعت أوزبكستان اليوم الأربعاء حكومة ميانمار إلى وقف أعمال العنف "واتباع القنوات السلمية" لوضع حدا لأزمة مسلمي الروهينغا المتفاقمة في إقليم أراكان غربي البلاد.

وتعهدت الحكومة الأوزبكية بإرسال مساعدات إنسانية لتلبية احتياجات اللاجئين من مسلمي الروهينغا.

جنود ميانمار والمتطرفون البوذيون أحرقوا قرى المسلمين الروهينغا (رويترز)
جنود ميانمار والمتطرفون البوذيون أحرقوا قرى المسلمين الروهينغا (رويترز)

إبادة جماعية
ومنذ 25 أغسطس/آب الماضي يرتكب جيش ميانمار والمليشيات البوذية إبادة جماعية ضد مسلمي الروهينغا في إقليم أراكان غربي البلاد.

وأفاد ناشطون حقوقيون بأن حملة جيش ميانمار ضد الروهينغا أسفرت عن مقتل سبعة آلاف و354 قتيلا وستة آلاف و541 جريحا، وذلك في الفترة من 25 أغسطس/آب الماضي حتى السادس من سبتمبر/أيلول الجاري.

وفي سياق متصل، أُعلن اليوم الأربعاء أن مستشارة ميانمار أونغ سان سو تشي ستوجه خطابا إلى الشعب للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة في أراكان.

وألغت أونغ سان سو تشي مشاركتها في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في وقت لاحق هذا الشهر، وسط تعرضها لانتقادات متزايدة ومطالبات بتجريدها من جائز نوبل للسلام نظرا لتأييدها قمع الجيش لأقلية الروهينغا.

المصدر : الجزيرة + وكالات