ارتفاع حصيلة قتلى المواجهات بإقليم أراكان
ارتفعت حصيلة قتلى المواجهات التي اندلعت أول أمس الجمعة في إقليم أراكان غربي ميانمار إلى أكثر من مئة، في حين ذكر متحدث باسم الأمم المتحدة أن المنظمة الدولية سحبت موظفيها غير الضروريين من المنطقة.
ووفقا لإحصاء لوكالة رويترز اعتمد على بيانات رسمية، فقد ارتفع عدد القتلى إلى 104 قتلى أغلبهم من المسلحين، إضافة إلى 12 من أفراد الأمن وعدد من المدنيين.
وقال مصدر عسكري إن الجيش يجد صعوبة في التفريق بين الناس في الإقليم، مضيفا "كل المزارعين أصبحوا مقاتلين، ما يقومون به ثورة، وهم لا يكترثون إن ماتوا، لا يمكننا التفرقة بين المسلحين وغيرهم".
وفي ذات السياق، قالت حكومة ميانمار إنها أجلت أربعة آلاف على الأقل من المزارعين غير المسلمين وسط استمرار الاشتباكات، في حين فر آلاف من المسلمين الروهينغا عبر الحدود إلى بنغلاديش اليوم الأحد.
وتحسبا لوقوع المزيد من أعمال العنف يحاول آلاف الروهينغا -وأغلبهم من النساء والأطفال- التوجه صوب نهر ناف الذي يفصل ميانمار عن بنغلاديش التي قامت بدورها باعتقال العشرات منهم وأعادتهم بالقوة إلى بلادهم رغم تعرضهم لإطلاق النار من قبل قوات الأمن في ميانمار.
وقد أعلن حرس الحدود في بنغلاديش أن نحو ألفي لاجئ من الروهينغا عبروا الحدود إلى بنغلاديش خلال اليومين الماضيين، في حين يتجمع آلاف آخرون -أغلبيتهم نساء وأطفال- عند الحدود في انتظار السماح لهم بالعبور إلى بنغلاديش.
سحب موظفين
من جهته، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية سحبت موظفيها غير الضروريين من المنطقة، وذكرت المنظمة أنه في ضوء الوضع على الأرض قررت الأمم المتحدة نقل موظفيها غير الضروريين بشكل مؤقت خارج الإقليم.
يأتي ذلك في وقت حذرت فيه شبكة حقوق الإنسان في ميانمار من قيام الجيش هناك برد فعل قاس ضد تحرك "جيش تحرير روهينغا أراكان" وعدم تفريقه بين مسلح ومدني.
وقالت الشبكة إنه بدون تدخل دولي فإن الوضع في إقليم أراكان قد يخرج عن السيطرة وتندلع أعمال عنف واسعة بين المسلمين والبوذيين.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت أمس السبت إن على سلطات ميانمار تجنب رد فعل يؤجج التوترات.
عمليات تطهير
وكانت سلطات ميانمار قالت إن مسلحين من الروهينغا هاجموا 25 مركزا حدوديا في أراكان مما أسفر عن مقتل 12 شخصا. وأضافت أن قوات الأمن نفذت "عمليات تطهير" أسفرت عن مقتل 77 من المسلحين.
من جهته، تبنى "جيش تحرير روهينغا أراكان" الهجمات، وقال إنها رد على الاضطهاد الذي يتعرض له المسلمون في أراكان. ودعا في بيان له الساسة المحليين بميانمار والمجتمع الدولي إلى الضغط على الحكومة لوقف اعتداءاتها على المدنيين.
وجاء في بيان لهذا الجيش أن سلطات ميانمار دفعت بأشخاص متشددين من قومية الريكاين البوذية في الحملة العسكرية على قرويي الروهينغا لإحراق منازلهم.
وخلال الحملات الأمنية السابقة في أجزاء من أراكان قتلت القوات الحكومية مئات المدنيين، وأحرقت قرى واغتصبت نساء، وفق ما وثقته منظمات محلية ودولية.