مصادر أميركية تخفف من حدة اتهامات ترمب لقطر

U.S. President Donald Trump (R) sits next to Secretary of State Rex Tillerson during a bilateral meeting with China's President Xi Jinping (Not Pictured) at Trump's Mar-a-Lago estate in Palm Beach, Florida, U.S., April 7, 2017. REUTERS/Carlos barria
ترمب وتيلرسون تباينت تصريحاتهما بشأن الأزمة الخليجية (رويترز)

سعى البيت الأبيض الأميركي إلى التقليل من حجم التضارب بين التصريحات الحادة للرئيس دونالد ترمب تجاه قطر وبين ما صدر عن وزارتي الخارجية والدفاع (البنتاغون) بشأن الأزمة الناشبة بين الدوحة وعدد من دول الخليج.

وكان ترمب قال أمس الجمعة إن الوقت حان لكي توقف دولة قطر تمويل ما سماه الإرهاب. وقال إنه تحدث مع زعماء إقليميين عقب الاجتماع الذي عقد في الآونة الأخيرة في الرياض وقرر أن الوقت حان لدعوة قطر إلى إنهاء دعمها لجماعات إرهابية.

وقال ترمب في البيت الأبيض "دولة قطر للأسف لها تاريخ في تمويل الإرهاب على مستوى عال للغاية".

وطالب في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروماني كلاوس يوهانيس بالبيت الأبيض دولا أخرى في المنطقة قال إنه لن يسمها بوقف دعم الإرهاب ونشر ثقافة القتل والكراهية وعدم التسامح.

وجاءت تصريحات ترمب بحق قطر بعد نحو ساعة تقريبا من دعوة وزير خارجيته ريكس تيلرسون إلى إجراء "حوار هادئ ومتعمق" لحل النزاع المحتدم بين دول الخليج، واصفا الحصار المفروض على قطر بأنه غير مقبول، وداعيا السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى تخفيفه.

وقال تعليقا على الأزمة في الخليج إن للحصار تداعيات إنسانية، وهو يعرقل الجهود العسكرية الأميركية والحملة التي يشنها التحالف الدولي على تنظيم الدولة الإسلامية.

أما البنتاغون فأكد على لسان المتحدث باسمه جيف ديفيز أن حصار قطر يعرقل القدرة على التخطيط لعمليات في المدى البعيد.

وقال إنه رغم عدم تعطل العمليات العسكرية الأميركية الحالية في قاعدة العديد الجوية في قطر فإن الوضع الآخذ في التطور يعرقل القدرة على تخطيط عمليات عسكرية في مدى أبعد.

وأضاف ديفيز أن قطر تظل ذات أهمية كبيرة للعمليات الجوية ضد تنظيم الدولة.

تخفيف التناقض
وأثار هذا التناقض في المواقف انتباه المراقبين ووسائل الاعلام، مما دفع مصادر في البيت الأبيض إلى التخفيف من تصريحات ترمب بالثناء على اتصال الرئيس الأميركي الأخير مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووصفه بالدافئ والودي.

وأوضحت تلك المصادر أن رسالة واشنطن بشأن وقف تمويل الإرهاب موجهة لكل الدول ولم تحدد دولة بعينها.

وقالت المصادر أيضا إن الاجتماع من أجل الأزمة الخليجية في البيت الأبيض لا يزال واردا ولكن لا ترتيبات له حتى الآن، مشيرة إلى أن ترمب يعول على العلاقة الجيدة مع أمير دولة قطر ويريد أن يرى إن كانت تلك العلاقة ستأتي بنتائج.

أثار التضارب في تصريحات كبار المسؤولين بالإدارة الأميركية شهية كبريات الصحف الأميركية، فقد رأت صحيفة نيويورك تايمز أن كلا من ترمب وتيلرسون يؤديان على ما يبدو دور الشرطي الجيد والشرطي الشرير، سواء كان ذلك عن عمد منهما أو من غير قصد

موقف الصحافة
وأثار التضارب في تصريحات كبار المسؤولين بالإدارة الأميركية شهية كبريات الصحف الأميركية، فقد رأت صحيفة نيويورك تايمز أن كلا من ترمب وتيلرسون يؤديان على ما يبدو دور الشرطي الجيد والشرطي الشرير، سواء كان ذلك عن عمد منهما أو من غير قصد.

وقالت إن تيلرسون سعى من خلال تصريحاته إلى "خفض حرارة" الأزمة عند جميع الأطراف، بينما أقحم ترمب نفسه فيها بتغريداته التي بدت منحازة إلى جانب السعودية.

وأدلت صحيفة واشنطن بوست بدلوها في الموضوع، حيث قالت إن ترمب بدا وكأنه يقلل من شأن تصريحات تيلرسون.

غير أن الصحيفة نقلت عن مسؤول كبير بالإدارة الأميركية أنه يرى أن السياسة الأميركية في قضية الأزمة الخليجية "متسقة" رغم إقراره بوجود تباين في نبرة التصريحات بين ترمب ووزير خارجيته.

ويرى ذلك المسؤول -الذي آثر عدم ذكر اسمه- أن ترمب لا يعارض تخفيف الحصار على قطر رغم أنه لم يشر إلى ذلك صراحة، "لكنه يعتقد أن قطر تستحقه" أي الحصار.

وقال "قد يكون لتيلرسون رأي في بادئ الأمر وللرئيس رأي، بيد أن وجهة نظر الرئيس هي التي ستكون لها الغلبة كما هو واضح". 

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز + واشنطن بوست