علماء العالم يتظاهرون من أجل العلم

Demonstrators gather at the Washington Monument before marching to the U.S. Capitol during the March for Science in Washington, U.S., April 22, 2017. REUTERS/Aaron P. Bernstein
جانب من المظاهرة أمام نصب واشنطن التذكاري احتجاجا على سياسات ترمب الخاصة بالقضايا العلمية (رويترز)

من نصب واشنطن التذكاري إلى بوابة براندنبيرغ في ألمانيا وحتى غرينلاند، خرج عشرات الآلاف من العلماء والطلاب والباحثين في مظاهرات أمس السبت شملت أكثر من ستمئة مدينة حول العالم؛ احتجاجا على سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب في القضايا العلمية، والموقف من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس الأميركية للأنباء أن التظاهرات التي تزامنت مع الاحتفال العالمي بيوم الأرض أوصلت رسالة عالمية تتعلق بالحرية العلمية البعيدة عن التدخلات السياسية، والحاجة إلى الإنفاق الكافي على الفتوحات العلمية.

ونظم المشاركون في المسيرة تجمعات احتجاجية في متنزه "ناشونال مول" في واشنطن، وفي وسط مدينة مانهاتن بنيويورك، ومئات المدن والبلدات الأخرى.

ووفقا لموقع أقامه منظمو المسيرات على الإنترنت، فإن هذه المسيرات ليست حزبية لكنها تستهدف تأكيد "الدور الحيوي الذي يلعبه العلم في ديمقراطيتنا".

‪‬ المشاركون في المسيرة من أجل العلم أثناء تجمعهم أمام بوابة براندنبيرغ ببرلين(غيتي)
‪‬ المشاركون في المسيرة من أجل العلم أثناء تجمعهم أمام بوابة براندنبيرغ ببرلين(غيتي)

ويحتج المشاركون على تشكيك ترمب في آثار التغير المناخي، وفي الحاجة لإبطاء ارتفاع درجة حرارة الأرض، واقتراحه خفض ميزانية البرامج العلمية الاتحادية.

ووصف ترمب التغير المناخي بأنه خدعة، وتدرس إدارته الانسحاب من اتفاق باريس الذي يهدف إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في العالم.

وقال مايكل مان عالم المناخ بجامعة بنسلفانيا ستيت، الذي كثيرا ما اشتبك مع السياسيين، "نحن لم نختر خوض هذه المعركة، لكن الأمور وصلت إلى نقطة تحتم علينا أن نناضل لأن المخاطر كبيرة".

وفي العاصمة الألمانية برلين، رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "نحب الخبراء.. هؤلاء من يملكون الدليل"، و"العلم لا الصمت"، أثناء مسيرة خرجت من جامعة هامبولت صوب بوابة براندنبيرغ بقيادة رئيس البلدية مايكل مولر وقياديي جامعات المدينة.

وفي لندن، تجمع علماء فيزياء وأحياء وفلكيون ومشاهير في مسيرة جابت مراكز البحوث والدراسات ذائعة الصيت بالعاصمة البريطانية. وفي إسبانيا، خرجت مسيرات مماثلة في مدن مدريد وبرشلونة وإشبيلية.

ووصفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية التظاهرات بأنها "مسيرة من أجل العلم لم يسبق لها مثيل". وقالت إن العصر الحديث اتسم في الغالب بحدوث "احتكاكات" بين العلم والدولة الأميركية.

وأشارت إلى أن ثمة سلسلة من "المجادلات لا تنقطع" حول القضايا البيئية، مثل الأمطار الحمضية ونضوب طبقة الأوزون والتغير المناخي وغيرها.

بيد أن ما يميز المسيرة من أجل العلوم -من وجهة نظر واشنطن بوست- أنها تعبر عن القلق مما وصلت إليه العلاقة بين العلم الحديث والسياسة.

المصدر : واشنطن بوست + وكالات