الاتحاد الأوروبي يعد بالدفاع عن مصالحه بعد بريكست

قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأربعاء إن الاتحاد الأوروبي فقدَ بخروج بريطانيا عضوا قويا ومهما، لكنه يحتاج لمزيد من الوضوح حول كيفية عرض الجانب البريطاني للانفصال، بينما أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن إجراءات خروج بريطانيا لا يمكن أن تتعدى سنتين، بالتزامن مع تأكيد المجلس الأوروبي أن الاتحاد سيعمل بشكل موحد للدفاع عن مصالحه بعد بريكست.
 
ورفضت ميركل مقترح رئيسة الوزراء البريطانية  تيريزا ماي بمناقشة علاقات الشراكة بالتوازي مع الانفصال، وقالت في تصريحات في برلين إن المفاوضات يجب أن توضح أولا كيف سيتم تفكيك العلاقة المتشابكة بين الاتحاد وبريطانيا، ثم يبدأ الحديث عن العلاقة المستقبلية، في وقت قريب بعد ذلك.

كما دعت ميركل إلى مفاوضات "نزيهة وبناءة" مع بريطانيا، وعبرت عن أملها أن تتحلى الحكومة البريطانية كذلك بالروح نفسها خلال المفاوضات"، مضيفة أن رئيسة الوزراء البريطانية طمأنتها بهذا الشأن خلال مكالمة هاتفية الثلاثاء.

وأكدت ميركل أنها تأمل أن تظل بريطانيا والاتحاد شريكين مقربين، وقالت إن ألمانيا ستسعى جاهدة في مفاوضات الخروج من الاتحاد لضمان ألا تتأثر كثيرا حياة مواطني الاتحاد الذين يعيشون في بريطانيا.

وأشارت إلى أن "الاتحاد الأوروبي هو قصة نجاح تاريخية فريدة، ولا يزال كذلك حتى بعد قرار خروج بريطانيا".

بدوره، قال الرئيس الفرنسي إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يستغرق أكثر من سنتين، مشددا على أنه لا عودة عن ذلك.
    
واستبعد هولاند قيام "نظام وسيط"، داعيا إلى أن تحترم أوروبا البريطانيين، وعلى البريطانيين أن يحترموا المواطنين الأوروبيين الذين يعيشون على أراضيهم.
    
وقال هولاند إنه إذا كان بريكست "مؤلما على الصعيد العاطفي" للأوروبيين، فسيكون "مؤلما على الصعيد الاقتصادي" للبريطانيين.

من جهته، أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن الاتحاد يفتقد بريطانيا من الآن، لكنه سيعمل بشكل موحد للدفاع عن مصالحه.
    
وقال توسك في تصريح مقتضب للصحفيين في بروكسل بعد تسلمه رسالة من رئيسة الوزراء البريطانية تطلب فيها إطلاق آلية الخروج؛ "ليس هناك من سبب للتظاهر بأن هذا يوم سعيد"، وتابع "في الجوهر، الأمر يتعلق بتحديد الأضرار".

‪توسك بعد تسلمه رسالة من ماي تطلب فيها إطلاق آلية الخروج‬ (رويترز)
‪توسك بعد تسلمه رسالة من ماي تطلب فيها إطلاق آلية الخروج‬ (رويترز)

طلاق منظم
وأصدرت الدول الـ27 الباقية في الاتحاد بيانا قالت فيه إنها ستعطي الأولوية لطلاق "منظم"، في تباين مع تصريح ماي في رسالتها بأنها تريد مناقشة العلاقات الجديدة بالتوازي مع الانفصال.
    
وأورد البيان أنه "في هذه المفاوضات سيعمل الاتحاد بشكل موحد وسيحافظ على مصالحه".
    
وأضاف "سنضع في مقدمة أولوياتنا الحد من حالة عدم اليقين الناجمة عن قرار المملكة المتحدة لدى مواطنينا ومؤسساتنا والدول الأعضاء"، وتابع "لذا سوف نبدأ بالتركيز على كل التدابير من أجل انسحاب منظم".
    
وقالت الدول الـ27 إنها "ستقارب هذه المفاوضات بطريقة بنّاءة من أجل التوصل إلى اتفاق"، وأضافت "نأمل أن نكسب المملكة المتحدة كشريك مقرب في المستقبل".
    
وسيضع توسك خطوطا سياسية عامة أكثر تفصيلا لمفاوضات بريكست التي سيوقع عليها قادة دول الاتحاد في قمتهم في 29 نيسان/أبريل القادم.

وفي هذا السياق، أكد رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني أن الاتحاد لن يقبل أن تبدأ لندن محادثات ثنائية مع أعضاء التكتل قبل الانفصال رسميا في غضون عامين.

ماي أكدت أنها ستعمل ما في وسعها للدفاع عن مصالح بلادها خلال مفاوضاتها مع الاتحاد (رويترز)
ماي أكدت أنها ستعمل ما في وسعها للدفاع عن مصالح بلادها خلال مفاوضاتها مع الاتحاد (رويترز)

مواصلة التحالف
وفي المقابل، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في مقال نشر اليوم إن بريطانيا ترغب في "الاستمرار شريكا وحليفا ملتزما تجاه ألمانيا وتجاه كل أصدقائنا الآخرين في القارة"، مضيفة أن وضع حواجز غير ضرورية أمام الاستثمار ستتسبب في "ضرر لنا جميعا". 
 
وكانت ماي أعلنت في وقت سابق اليوم تفعيل المادة الخمسين، التي تسمح لبلادها ببدء مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وأكدت ماي أمام مجلس العموم أنها ستعمل ما في وسعها للدفاع عن مصالح بلادها خلال المفاوضات التي يُرتقب أن تبدأ أواخر مايو/أيار المقبل.

أما المعارضة فقد أعلنت أنها ستقوم بتمحيص خطوات التفاوض التي تجريها الحكومة خلال السنتين المقبلتين.

وبدا نايجل فاراج -الزعيم السابق لحزب "يوكيب" المناهض لأوروبا وأحد أبرز مهندسي الخروج من الاتحاد- مسرورا، وقال "إن الاتحاد الأوروبي لن ينهض من هذه الضربة، نحن أول المغادرين، هذا تاريخي، والآن نحن من يتولى زمام الأمور".

المصدر : وكالات