فيون يندد بالتلاعب بالقضاء لمنعه من الترشح
ندد مرشح يمين الوسط في فرنسا فرانسوا فيون الأربعاء بتسييس القضايا والتلاعب بالنظام القضائي بهدف منعه من أن يكون مرشحا للانتخابات الرئاسية، بينما يكافح مرشح الحزب الاشتراكي بنوا آمون لتوحيد صفوف حزبه لدعم ترشيحه وسط انقسام بشأن القضايا الاقتصادية.
وبعد يوم من توجيه الاتهام له بتهمة "اختلاس أموال عامة"، قال فيون في مقابلة إذاعية الأربعاء إن "هناك غضب بين ناخبي اليمين والوسط الذين لا يريدون أن تصادر الانتخابات"، ورأى أن الهدف من ذلك هو منع أي مرشح من هذين التيارين لينحصر التنافس بين اليسار ومرشحة أقصى اليمين مارين لوبان.
وبعد أن بدا فيون الحملة باعتباره المرشح الأوفر حظا، تدهورت شعبيته إثر الكشف عن وظائف وهمية مفترضة لزوجته واثنين من أولاده الخمسة، وباتت الاستطلاعات اليوم تتوقع خروجه من الدورة الأولى في الانتخابات الرئاسية المقررة في 23 أيريل/ نيسان، في وقت يتقدم عليه كل من لوبان ومرشح الوسط إيمانويل ماكرون.
حظوظ لوبن
ورغم تقدمها ترى لوبان أن حملتها تسير على وقع الكشف عن معلومات تتعلق بالقضايا المطروحة بعد أن دعاها القضاء إلى المثول أمامه مع احتمال توجيه الاتهام إليها في قضية وظائف وهمية مفترضة في البرلمان الأوروبي.
لكن بخلاف فيون رفضت لوبان الاستجابة لاستدعاء القضاء الأسبوع الماضي محتمية بحصانتها البرلمانية.
ويشتبه خصوصا في هذا الملف في قيام لوبان بدفع أجور سكرتيرتها الخاصة وحارسها الشخصي من أموال أوروبية بموجب عقود مساعدين برلمانيين أوروبيين.
كما يجري التحقيق في تمويل حملات انتخابية لحزب لوبان، في حين تقول إنها ضحية "اضطهاد" وتندد هي أيضا بتوظيف القضاء "للتدخل في هذه الانتخابات الرئاسية"، وتقول إن القضاء سيكون أرحم بكثير مع منافسها ماكرون.
وورد اسم ماكرون في ملف قضائي عندما فتحت نيابة باريس الاثنين تحقيقا أوليا بتهمة المحاباة للاشتباه في سوء إدارة تنظيم زيارة رسمية في يناير/كانون الثاني 2016 عندما كان حينها وزيرا للاقتصاد.
وحتى الآن لا يستفيد مرشح الحزب الاشتراكي بنوا آمون ولا مرشح أقصى اليسار جان-لوك ميلانشون من هذه التطورات القضائية، ولا يتقدمان في نوايا التصويت ويحرمهما رفضهما التحالف حسابيا من احتمال العبور إلى الجولة الثانية من الانتخابات.
انقسام الاشتراكيين
ويجد بنوا آمون الذي يمثل الحزب الحاكم حاليا صعوبة في الإقناع حتى داخل معسكره، ويسعى لتنظيم تجمع في مدينة نيس جنوب البلاد اليوم لكسب الدعم لترشيحه وسط تردد بين قادة الحزب على غرار مانويل فالس الذي قرر عدم دعمه.
وقال فالس الذي نافس آمون في الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي ردا على انتقادات لقراره داخل الحزب، "لا أقبل أي دروس في المسؤولية أو الولاء".
في المقابل اختار قادة آخرون في الحزب دعم آمون وأفكاره التي يصفونها بالتقدمية والتي يقولون إنها تقترح البديل الأفضل لتفادي جولة ثانية بين اليمين وأقصى اليمين.
ومن المقرر أن يتواجه المرشحون الخمسة الاثنين القادم في أول مناظرة تلفزيونية كبيرة من شأنها أن تتيح لهم التطرق إلى ملفات مختلفة مثل الأمن والهجرة والقضايا الاقتصادية (العمل والضمان الاجتماعي) والقضايا الجيوسياسية.
وبقي صراع الأفكار والبرامج حتى الآن محجوبا بسبب التطورات والتسريبات المتعلقة بفيون وآخرها كان دفع ثمن بدلات فاخرة له من كفيل غامض.