تنديد باعتداء على المركز الإسلامي في وارسو

خالد شمت-برلين

وبدأت شرطة وارسو تحقيقا في الموضوع للتعرف على منفذ الاعتداء بالاعتماد على تسجيلات كاميرات المراقبة، وأشارت في بيان لها إلى أنها ستتعامل مع هذا الهجوم باعتباره "إتلافا متعمدا للممتلكات".

ووقع الاعتداء على المركز الثقافي الإسلامي في وارسو فجر أمس الاثنين حسب مدير المركز عبد الجبار الكبيسي الذي وصف في اتصال مع الجزيرة نت الحادث بأنه جريمة يقف وراءها يمينيون متطرفون، مشيرا إلى تضرر نوافذ المسجد وإتلاف خيمة بحديقته.

ورأى الكبيسي أن "جريمة الاعتداء الأخيرة تمثل ضربة لإسهامات المركز الإسلامي في تعزيز الحوار والتعايش بين الأديان".

وأشار إلى أنه سبق للمركز -بعد تكرر حالات الاعتداءات عليه أن وجه "رسائل إلى مكتب رئاسة الحكومة والبرلمان ولوزارة الداخلية في بولندا دعاها فيها إلى توفير حماية مناسبة، وأن يأخذ القانون مجراه في التعامل مع هذه الاعتداءات بعد وصول التطرف والتحريض اليميني إلى مستوى غير مسبوق".

ودعا وسائل الإعلام البولندية للتخلي عن أسلوب وصفه بالتحريضي تجاه الإسلام.

وتأسس المركز الثقافي الإسلامي في وارسو عام 2015، ويعتبر الوحيد من نوعه بالعاصمة البولندية ويخدم نحو عشرة آلاف مسلم من سكان العاصمة البولندية.

ورغم صغر الأقلية المسلمة الممثلة بنسبة 0.1% من بين سكان بولندا البالغ عددهم أكثر من 38 مليون نسمة فإن بولندا شهدت خلال الفترة الأخيرة موجة عداء للإسلام آخذة في التزايد بشكل ملفت، خاصة مع تنامي ظاهرة الهجرة واللجوء.

وأظهرت نتيجة استطلاع للرأي أجرته صحيفة رتسيتسبوسبوليتا اليومية الأسبوع الماضي أن 35% من البولنديين يعتبرون أن الإسلام يشكل تهديدا لبلدهم.

وبموازاة نتيجة استطلاع الرأي شهدت العاصمة وارسو ومدن بولندية حدودية مؤخرا مظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من اليمنيين المتطرفين، وجرت أبرز هذه المظاهرات في وارسو في الـ11 من الشهر الجاري بمناسبة الاحتفال بمرور 99 عاما على استقلال بولندا، وشارك فيها نحو 75 ألف شخص.