العفو الدولية: الروهينغا ضحايا فصل عنصري

وصفت منظمة العفو الدولية (أمنستي) مسلمي الروهينغا في ميانمار بأنهم ضحيا سياسة "فصل عنصري" في "سجن مكشوف"، وأنهم محرومون من حقوقهم الأساسية.

وذكرت المنظمة في تقرير نشرته الثلاثاء أن مسلمي الروهينغا في ميانمار يُحرمون بشكل روتيني من الجنسية والرعاية الصحية والتعليم وحرية الحركة، متهمة الحكومة بممارسة الفصل العنصري.

ويأتي التقرير الصادر تحت عنوان "قفص بدون سقف" في الوقت الذي تبحث فيه ميانمار وبنغلاديش إعادة نحو 620 ألفا من مسلمي الروهينغا الذين فروا من حملة قمع شنها جيش ميانمار في أغسطس/آب الماضي، ووصفتها الأمم المتحدة بأنها تطهير عرقي.  

وفي أقل من ثلاثة أشهر لجأ أكثر من نصف السكان الروهينغيين الذين يعيشون في ولاية أراكان (راخين) غرب ميانمار (بورما سابقا)، إلى بنغلاديش هربا من حملة القمع.    

وذكر التقرير، استنادا إلى تحقيق استمر عامين، أن التمييز المنهجي مرتبط بشكل واضح بهويتهم العرقية، وهو ما يشكل فصلا عنصريا وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي.

وكتبت المنظمة غير الحكومية في تقريرها أن هذه الأقلية المسلمة في بلد أغلب سكانه من البوذيين "عالقة في نظام تمييز ترعاه الدولة والمؤسسات، أقرب إلى الأبارتايد"، أي الفصل العنصري.    

وتُحرم تلك الأقلية المسلمة (البالغ عددها نحو 1.1مليون مسلم) من الجنسية بموجب قانون المواطنة لميانمار عام 1982، وتشير الحكومة إليهم على أنهم "بنغاليون.. متطفلون" من بنغلاديش.

كما تحرمهم السلطات في ميانمار بانتظام من الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية في ولاية راخين، حيث يعيش معظمهم. وتحد القيود المفروضة على الحركة -بما في ذلك حظر التجول- من قدرتهم على كسب المال أو الزيارات الأسرية أو ممارسة شعائرهم الدينية.       

وكشفت منظمة العفو الدولية عن "حملة متعمدة" من قبل الحكومة لتجريد الروهينغا من وثائق الهوية الصغيرة التي يمتلكونها، مما يجعل من الصعب تسجيل الأطفال حديثي الولادة وحذف الأسماء من السجلات الرسمية إذا لم يخضعوا "لفحص السكان".

في غضون ذلك أعربت مستشارة الدولة في ميانمار أونغ سان سو تشي أمس الثلاثاء عن أملها في أن تسفر المحادثات التي تجريها بلادها هذا الأسبوع مع بنغلاديش عن مذكرة تفاهم حول "العودة الآمنة" لمسلمي الروهينغا الذين فروا إلى بنغلاديش خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وكانت سو تشي تتحدث إلى الصحفيين عقب اجتماع لكبار المسؤولين المشاركين في مؤتمر آسيوي أوروبي في نايبيداو عاصمة ميانمار، بُحثت على هامشه أزمة الروهينغا.

المصدر : الألمانية + رويترز