نزوح واسع للروهينغا وبنغلاديش تفتقر إيواءهم

تواصل هروب الروهينغا من القتل والحرق بميانمار
الروهينغا يواصلون الهروب من القتل والحرق بميانمار إلى بنغلاديش عبر قوارب (الجزيرة نت)
استؤنفت حركة نزوح أقلية الروهينغا المسلمة من ميانمار إلى بنغلاديش على نطاق واسع في الأيام القليلة الماضية بعد أيام من التراجع، بسبب نقص المواد الغذائية في شمال غرب ميانمار، وسط أنباء عن تجمع أكثر من عشرة آلاف روهينغي قرب نقطة عبور مع بنغلاديش.

يأتي ذلك في وقت قالت فيه منظمة الهجرة الدولية اليوم إن أكثر من ثلاثمئة ألف لاجئ روهينغي بحاجة لأماكن إيواء عاجلة على الأراضي البنغالية.

وتصل يوميا عشرات القوارب، بينها مراكب صيد، إلى بنغلاديش ناقلة لاجئين من الروهينغا، كما روى لوكالة الصحافة الفرنسية فضل الحق النائب البنغلاديشي عن شاه بورير دويب، وهي قرية صغيرة لصيادي الأسماك قرب نهر ناف الذي يشكل الحدود الطبيعية بين البلدين.

وفي السياق، قال عريف الإسلام من خفر السواحل البنغلاديشي إن زهاء أربعة آلاف إلى خمسة آلاف من الروهينغا يصلون يوميا، وأشار إلى أن "بعض الروهينغا كانوا يظنون أن بإمكانهم البقاء في ميانمار لكنهم يأتون إلى هنا الآن".

من الجانب الميانماري، تجمع أكثر عشرة آلاف من الروهينغا عند نقطة عبور مع بنغلاديش كما أعلنت وسائل إعلام ميانمارية رسمية. وكتبت صحيفة "غلوبال نيو لايت أوف ميانمار" المدعومة من الحكومة الثلاثاء أن أكثر من "عشرة آلاف مسلم يصلون إلى الحقول الغربية بين قريتي ليتبويكيا وكونثبين للهجرة إلى الدولة المجاورة".

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كريس ليوا من مجموعة "أراكان بروجيكت" المدافعة عن الروهينغا أن "الكثيرين يفرون حاليا بسبب نقص الأغذية والخوف، ولم يعد هناك أي مواد غذائية في بعض المناطق".

وأشارت إلى أنه في بعض القرى يخشى المسلمون الروهينغا العبور بمحاذاة قرى بوذية. موضحة أنه إذا قرر زعيم قرية للروهينغا المغادرة فإن جميع الأهالي يتبعونه ويفرغون القرية "في غضون بضع ساعات".

في غضون ذلك، أبدى الروهينغا في بنغلاديش – الذين تجاوز عددهم نصف مليون -اليوم تشككهم في فرص عودتهم إلى ميانمار رغم تأكيد حكومتها أنها ستقبل عودة من يثبت أنهم لجؤوا إلى بنغلاديش.

واتفق البلدان أمس الاثنين على العمل لوضع خطة عودة اللاجئين، وأكد متحدث باسم حكومة ميانمار أنها ستنفذ الاتفاق بشرط أن يكون لدى اللاجئين الأوراق التي تثبت وضعهم، لكن كثيرين من اللاجئين في مخيمات بنغلاديش سخروا من الخطة.

ونقلت رويترز عن لاجئ -ذكر أن اسمه عبد الله- "كل شيء احترق حتى الناس احترقوا". مستبعدا أن تكون لدى الناس وثائق تثبت أحقيتهم في البقاء في ميانمار، حيث إن لب المشكلة أن الأغلبية البوذية في ميانمار ترفض منح الجنسية للأقلية المسلمة، وتعتبر أفرادها جاؤوا من بنغلاديش، وسلم مسؤول في وزارة الخارجية البنغالية بأن العملية صعبة.

مساعدات عاجلة
وفي سياق متصل بحجم المعاناة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنه لا يمكن تصورها، قالت منظمة الهجرة الدولية اليوم الثلاثاء إن أكثر من ثلاثمئة ألف من لاجئي الروهينغا في حاجة لأماكن إيواء عاجلة في بنغلاديش، حيث يعيش عشرات الآلاف من مسلمي الروهينغا في العراء، معرضين للرياح الموسمية والأمطار.

وللمرة الأولى منذ حملة قمع يقوم بها جيش ميانمار على قرى الروهينغا منذ 25 أغسطس/آب الماضي دخل أمس وفد دولي برفقة ممثلين عن الأمم المتحدة وسفراء إلى منطقة أراكان (ولاية راخين حاليا).

وتحدث الوفد إثر الجولة عن حجم معاناة "لا يمكن تصوره"، وحث وفد من الاتحاد الأوروبي -رافق مسؤولي الأمم المتحدة في الجولة التي نظمتها الحكومة- على وضع حد لأعمال العنف بعد مشاهدة "قرى أحرقت وسويت بالأرض وأفرغت من سكانها".

وطالبت الأمم المتحدة أيضا بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية "بدون قيود" من أجل إجراء "تقييم شامل للوضع" للمنطقة المغلقة من قبل الجيش، حيث لا تصل المساعدات الإنسانية إلى السكان النازحين داخلها.
    
وتعتبر الأمم المتحدة أن جيش ميانمار والمليشيات البوذية تقوم بحملة تطهير ضد الأقلية المسلمة "الأكثر اضطهادا في العالم" في تلك المنطقة التي سبق أن شهدت عدة حملات عنف وقمع، لكن ليس بهذا الحجم.

المصدر : وكالات