موسكو تعزز قدراتها بالقرم وتهاجم التحرك الأميركي ببولندا

Russian S-400 Triumph medium-range and long-range surface-to-air missile systems drive during the Victory Day parade, marking the 71st anniversary of the victory over Nazi Germany in World War Two, at Red Square in Moscow, Russia, May 9, 2016. REUTERS/Sergei Karpukhin
صواريخ أس400 خلال استعراض عسكري في موسكو مايو/أيار الماضي (رويترز)

قالت وزارة الدفاع الروسية إنها نشرت شبكة صواريخ من طراز أس400 في شبه جزيرة القرم، في وقت عبرت موسكو عن انزعاجها من دخول قافلة كبيرة من الآليات المدرعة الأميركية إلى بولندا.

وبدأت روسيا في تزويد قواتها المسلحة بشبكات صواريخ حديثة من هذا الطراز لصد الهجمات الجوية وحماية أراضيها.

وقد تزامن ذلك مع تصريحات روسية أكدت أن موسكو بصدد تطوير منظومتها العسكرية آخذةً بعين الاعتبار احتمال تفاقم الأوضاع الدولية.

ونقلت وكالة تاس للأنباء عن دميتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسي قوله "نضع اللمسات النهائية في إستراتيجية جديدة لتطوير الصناعة الفضائية، وسنعمل في إطار برنامج جديد للتسلح اعتبارا من عام 2018".

في غضون ذلك عبر الكرملين الخميس عن قلقه مما وصفه بأنه تعزيز للقدرات العسكرية الأميركية في بولندا، ورأى أن الخطوة تشكل خطرا على أمن روسيا القومي.

وجاء ذلك في أعقاب دخول آلاف الجنود الأميركيين إلى جانب قافلة كبيرة من الآليات المدرعة الأميركية إلى بولندا، في واحدة من أكبر عمليات انتشار القوات الأميركية في أوروبا منذ الحرب الباردة، دعما لجناح الحلف الأطلسي في أوروبا الشرقية.

‪بيسكوف يعتبر ما قامت به أميركا في بولندا خطوة عدائية‬ بيسكوف يعتبر ما قامت به أميركا في بولندا خطوة عدائية (رويترز)
‪بيسكوف يعتبر ما قامت به أميركا في بولندا خطوة عدائية‬ بيسكوف يعتبر ما قامت به أميركا في بولندا خطوة عدائية (رويترز)

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين إن روسيا تعتبر ما يحدث خطوة عدائية على حدودها، وأضاف أن هذه العملية تهدد مصالح وأمن روسيا.

ورأى ألكسي ميشكوف مساعد وزير الخارجية الروسي أن عملية النشر التي وصفها بـ"المتسرعة" التي تقوم بها إدارة باراك أوباما تبدو "عاملا لزعزعة استقرار الأمن الأوروبي".

تهدئة
بالمقابل نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الرئيس السابق لمكتب الأمن القومي لدى الرئاسة البولندية الجنرال ستانيسلاف كوزي قوله إن الانتشار الأميركي يعني تعزيز الخاصرة الشرقية للحلف الأطلسي، وفق تعبيره.

وأضاف أن هذا الانتشار "دليل على تصميم الأميركيين ومثال للحلفاء الآخرين في الأطلسي حتى لا يتأخروا في نشر وحداتهم في بولندا ودول البلطيق في ربيع 2017 كما تقرر في قمة الحلف".

وأوضح الجنرال كوزي أن هذا يهدئ قليلا القلق المتعلق بالمسار الذي ستنتهجه الولايات المتحدة بعد مجيء الرئيس الجديد دونالد ترمب.

ووصلت أكبر تعزيزات عسكرية أميركية في أوروبا منذ عقود وقوامها نحو 2700 جندي من جملة العدد المقرر وهو 3500 في إطار عملية تهدف إلى أن تظهر واشنطن لموسكو التزامها تجاه حلفائها.

وهذه القافلة جزء من أول عملية نقل لجنود أميركيين ومعدات عسكرية ثقيلة وصلت إلى أوروبا في إطار عملية "أتلانتيك ريزولف"، التي قررها الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما بعد سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، وما أثاره من مخاوف لدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق أو الدول التابعة مثل بولندا.

ويهدف وجود هذه الوحدة بالتناوب في بولندا ودول البلطيق (ليتوانيا ولاتفيا وأستونيا) والمجر ورومانيا وبلغاريا إلى تعزيز أمن المنطقة القلقة من تحركات موسكو. وستتبعها قريبا أربع وحدات متعددة الجنسيات تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في بولندا ودول البلطيق.

المصدر : الجزيرة + وكالات