إسرائيل تعول على مصر لـ"تحصين" برنامجها النووي

The flag of the International Atomic Energy Agency (IAEA) flies in front of the UN seat before the talks between the E3+3 (France, Germany, Britain, China, Russia, US) and Iran at Vienna International Centre in Vienna, Austria, 16 January 2016. The top diplomats of Iran, the United States and the European Union met in Vienna to clarify final remaining issues before the planned launch of a far-reaching nuclear deal that will end Iran's isolation.
إسرائيل تستبعد المساعي العربية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ضد برنامجها النووي هذا العام (الأوروبية)

كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم السبت عن اعتماد إسرائيل على مصر للحيلولة دون المساعي العربية لاستصدار قرار دولي ضد البرنامج النووي الإسرائيلي، وأرجعت ذلك إلى تنامي العلاقات بين القاهرة وتل أبيب التي ستتوج بزيارة تاريخية يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى مصر قريبا.

وقال باراك رابيد المراسل السياسي لصحيفة هآرتس إن التقارب الحاصل بين إسرائيل ومصر سيدفع عددا من الدول العربية للامتناع عن التقديم بمشروع قرار في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد السلاح النووي الإسرائيلي "رغم وجود مخاوف إسرائيلية من تقدم هذه الدول بمثل هذا القرار في اللحظات الأخيرة".

وتوقع أن تمتنع الدول العربية برئاسة مصر هذا العام عن التقدم بمثل هذا المشروع الذي يقضي بنشر مراقبين دوليين للإشراف على مستودعات السلاح النووي الإسرائيلية، خلال الاجتماع المتوقع للوكالة في فيينا في سبتمبر/أيلول المقبل.

واعتبر مراسل الصحيفة موقف الامتناع الذي رجحه "حادثة شاذة" ونقل عن أوساط سياسية إسرائيلية وغربية القول "إن هذه الخطوة الغريبة من الدول العربية تأتي بسبب تطور العلاقات بين إسرائيل ومصر".  

‪نتنياهو لدى استقباله وزير الخارجية المصري سامح شكري بالقدس المحتلة الشهر الماضي‬ نتنياهو لدى استقباله وزير الخارجية المصري سامح شكري بالقدس المحتلة الشهر الماضي  (رويترز)
‪نتنياهو لدى استقباله وزير الخارجية المصري سامح شكري بالقدس المحتلة الشهر الماضي‬ نتنياهو لدى استقباله وزير الخارجية المصري سامح شكري بالقدس المحتلة الشهر الماضي  (رويترز)

من جهة أخرى، أكد موقع "أن.آر.جي" الإسرائيلي أن المصالح المتبادلة بين تل أبيب ومصر "تأخذ تحسنا متزايدا في ظل التطورات الإقليمية بالمنطقة، وهو السبب الحقيقي في تقارب القاهرة وتل أبيب".

وحول الرفض الشعبي المصري للتطبيع مع إسرائيل، قال آساف غيبور مراسل الموقع "إن السؤال الذي يشغل بال الإسرائيليين يتعلق بالمدى الذي قد يبذله النظام المصري الحالي لتغيير وجهة الكراهية لعشرات ملايين المصريين تجاه إسرائيل".

وتطرق ذلك الموقع إلى الزيارة المرتقبة لـ بنيامين نتنياهو إلى مدينة الإسكندرية المصرية الساحلية أواخر أغسطس/آب الحالي أو أوائل سبتمبر/أيلول المقبل على أبعد تقدير.

واعتبر تلك الزيارة التي لم تتأكد رسميا بعد "تاريخية" وسوف تشهد إعادة افتتاح الكنيس (معبد اليهود) بالمدينة المعروف باسم "النبي إلياهو" مما تطلب إجراءات أمنية مصرية فائقة لاستكمال إجراءات الزيارة، في ظل وجود معارضة كبيرة من أوساط محلية مصرية لهذه الزيارة المرتقبة.

وأشار الموقع إلى "الدفء المتزايد في علاقات القاهرة وتل أبيب، والتعاون العسكري والاقتصادي الآخذ في التطور" لكنه أضاف أنه وبالرغم من ذلك "فإن الشعب المصري ما زال يكن الكثير من الكراهية لليهود والصهاينة، وهي كراهية تربى عليها لعدة عقود من الزمن".

وذكر أن زيارة نتنياهو لمصر ستكون لاحقة للحادث الرياضي الأخير في الألعاب الأولمبية في البرازيل "أولمبياد ريو" بين اللاعب المصري إسلام الشهابي ومنافسه الإسرائيلي والذي حظي بتغطية إعلامية واسعة بالصحافة المصرية بين مؤيد ومعارض له، مضيفا "لكن هذه الأجواء السائدة لا تمنع من طرح السؤال حول مدى قدرة النظام المصري على تطبيع العلاقات الشعبية المصرية مع إسرائيل".

المصدر : الجزيرة + الصحافة الإسرائيلية