حداد ودعوات للتهدئة بأميركا بعد أحداث دالاس

أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بتنكيس الأعلام لخمسة أيام حدادا على ضحايا أحداث دالاس التي قتل فيها خمسة من الشرطة خلال احتجاجات على عنف الشرطة، وسط دعوات للتهدئة.

وقال أوباما في بيان مكتوب "احتراما لضحايا الهجوم (…) آمر بتنكيس العلم الأميركي في البيت الأبيض وجميع المقار العامة والمراكز العسكرية وسفن البحرية" في كل أنحاء الولايات المتحدة.

وكان الرئيس ندد في وقت سابق بالأحداث التي شهدتها مدينة دالاس بـولاية تكساس جنوب البلاد، وقال -خلال مؤتمر صحفي في وارسو حيث يحضر قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)- إن رجال الشرطة يقومون بعمل صعب للغاية، مضيفا أن الأغلبية العظمى منهم يؤدون عملهم بشكل جيد.

وقد قتل خمسة ضباط من الشرطة، وأصيب 14 بينهم مدنيان، برصاص قناصة استهدفوهم أثناء مظاهرة في مدينة دالاس جنوبي الولايات المتحدة احتجاجا على مقتل رجلين أسودين برصاص الشرطة قبل أيام في ولايتي مينيسوتا وأريزونا.

وأعلنت السلطات في دالاس القبض على ثلاثة مشتبه بهم، في حين قتل مشتبه به آخر عبر تفجير قنبلة أدخلها رجل آلي إلى حيث كان يتحصن.

وقال قائد شرطة دالاس (ديفد براون) إن المتهم القتيل قال قبل مصرعه إنه غاضب بسبب حوادث القتل التي يتعرض لها السود بأميركا، مؤكدا أنه لا يرتبط بأي مجموعة وإنما نفذ الهجوم من تلقاء نفسه.

ونقلت وكالة رويترز عن بيان للجيش الأميركي القول إن المهاجم ميكا جونسون كان في الفئة الأولى الخاصة بجيش الاحتياط، وقد خدم بأفغانستان في الفترة ما بين نوفمبر/تشرين الثاني 2013 ويوليو/تموز 2014.

وقال مراسل الجزيرة ناصر الحسيني في واشنطن إن السلطات الفدرالية تساعد السلطات المحلية في التحقيق بالأحداث، مشيرا إلى أن الحياة الطبيعية تعود إلى المدينة بشكل بطيء.

دعوات للتهدئة
بدورها، قالت وزيرة العدل لوريتا لينش إن وزارتها تقدم كل ما يمكن لمساعدة مسؤولي تكساس الذين يحققون في الهجوم.

ودعت لينش -بمؤتمر صحفي- الأميركيين لعدم جعل الحوادث ذات الدوافع العنصرية التي وقعت مؤخرا هي "الأمر المعتاد الجديد" بالبلاد، وطالبت بتصرف "هادئ وسلمي" لعلاج الانقسامات.

من جانبها، أكدت حركة "حياة السود مهمة" الأميركية في حسابها على موقع تويتر أن ما تدعو إليه هو الكرامة والعدالة والحرية وليس القتل.

وتأتي هذه الدعوة بعد هجوم دالاس، وبعد أعمال العنف الممارسة من قبل رجال الشرطة البيض ضد الأميركيين من أصول أفريقية.

وفي هذا السياق، أمر حاكم ولاية مينيسوتا بفتح تحقيق فدرالي في مقتل رجل أسود يدعى فيلاندو كاستيل برصاص الشرطة الأربعاء الماضي، وقال إن هذا الحادث لم يكن ليقع لو كان الضحية رجلا أبيض.

وكان كاستيل (32 عاما) قتل برصاص الشرطة أمام صديقته وابنتها في منطقة فالكون هايتس بالقرب من مدينة سانت بول بولاية مينيسوتا خلال عملية تدقيق بسبب تحطم مصباح سيارته.

ُيشار إلى أن المئات كانوا قد تجمعوا الخميس بدالاس في إطار سلسلة من التحركات في مختلف أنحاء البلاد للاحتجاج على العنف الذي تمارسه الشرطة بحق السود بعد مقتل رجليْن في لويزيانا ومينيسوتا برصاص شرطيين، ونشر أشرطة فيديو عن الحادثين شاهدها الملايين.

وشملت المظاهرات ولايات إلينوي ولويزيانا ومينيسوتا وفلوريدا وميشيغان وواشنطن وتكساس وبنسلفانيا. كما تظاهر المئات بمنهاتن في نيويورك, واعتقلت الشرطة عشرة منهم بعدما عطلوا حركة السير.

المصدر : الجزيرة + وكالات