اجتماع أمني بروما لبحث ملابسات مقتل ريجيني

قال مراسل الجزيرة في روما أيمن الزبير إن اجتماعات اللجنة الإيطالية المصرية لبحث ملابسات مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني بدأت صباح اليوم الخميس، حيث سيعرض وفد قضائي مصري آخر مستجدات التحقيق في جريمة هددت إيطاليا بالرد عليها بتدابير ضد مصر.

وأفاد مراسل الجزيرة في روما بأن أعمال اللجنة الإيطالية المصرية بدأت في مقر المعهد العالي للشرطة الإيطالية متأخرة عن موعدها نصف ساعة بعد تأخر اللجنة المصرية.

وأشار الزبير إلى أن الجميع ينتظر نتائج الاجتماع الذي سيدوم إلى يوم غد الجمعة، موضحا أن الوفد المصري يتكون من ستة أشخاص يمثلون أجهزة أمنية مصرية مختلفة بالإضافة إلى ممثلين عن الادعاء العام، حيث سيلتقون عند قاضي التحقيق الإيطالي.

وذكر مراسل الجزيرة أن الوفد المصري جاء بملف فيه شهادات أكثر من مئتي شخص، ولفت إلى أن تشكيلة هذا الوفد تحمل أكثر من دلالة بحسب الصحافة الإيطالية، حيث كان من المتوقع أن يضم الضابط خالد شلبي من مديرية الجيزة، لكن السلطات المصرية أوفدت نائب هذا الشخص، وهو ما رأت فيه وسائل الإعلام الإيطالية مدخلا لتقديم خالد شلبي كمسؤول عن اغتيال ريجيني.

وقال الزبير إن هذا الاجتماع يعقد تحت عنوان التعاون المشترك بين السلطات المصرية والإيطالية، لكن مجريات الاجتماع توحي بأن الوفد المصري جاء للإجابة عن بعض أسئلة المحققين الإيطاليين، ويبدو أن السلطات الإيطالية تضع مصر في قفص الاتهام.

وينتظر المحققون الإيطاليون تسلم بيانات الاتصالات الهاتفية التي أجراها الطالب من هاتفه، وأشرطة كاميرات المراقبة في المترو والمتاجر في الحي الذي كان يقيم فيه.

‪وثائق وأغراض ريجيني نشرتها وزارة الداخلية المصرية في الـ24 من مارس/آذار الماضي‬ وثائق وأغراض ريجيني نشرتها وزارة الداخلية المصرية في الـ24 من مارس/آذار الماضي (الأوروبية)
‪وثائق وأغراض ريجيني نشرتها وزارة الداخلية المصرية في الـ24 من مارس/آذار الماضي‬ وثائق وأغراض ريجيني نشرتها وزارة الداخلية المصرية في الـ24 من مارس/آذار الماضي (الأوروبية)

قضية وملابسات
وكان ريجيني (28 عاما) طالب دكتوراه في جامعة كامبريدج البريطانية يعد في مصر أطروحة حول الحركات العمالية عندما اختفى في وسط القاهرة في الـ25 من يناير/كانون الثاني الماضي ليعثر على جثته بعد تسعة أيام وعليها آثار تعذيب فظيع.

وتطالب إيطاليا بحزم منذ ذلك الحين بكشف المذنبين ومعاقبتهم، رافضة جميع الروايات التي قدمها المحققون المصريون، ومنها تعرض الطالب لحادث سير، أو جريمة شنيعة أو تسوية حسابات شخصية.

وقالت الداخلية في الـ25 من مارس/آذار الماضي إن الشرطة عثرت على حقيبة ريجيني وفيها جواز سفره بعد اشتباك مع عصابة متخصصة في "انتحال صفة ضباط شرطة واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه". ورفض مسؤولون إيطاليون هذه الرواية، وقالت أسرة الضحية إن من الواضح أنه لم يقتل لتحقيق مكسب إجرامي.

وقبل يومين أعلن وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني أمام البرلمان أن هذه الاجتماعات ستكون حاسمة لمسار التحقيق.

كما هددت إيطاليا أول أمس الثلاثاء بأنها ستتخذ إجراءات "فورية وملائمة" -لم تحددها- ضد مصر إذا لم تتعاون بشكل كامل في الكشف عن الحقيقة بشأن مقتل مواطنها.

ضرب العلاقات
وسددت الجريمة ضربة قوية للعلاقات بين رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رغم التقارب بينهما.

وقد استبقت وسائل إعلام إيطالية الاجتماع بنشر ما قالت إنها معلومات تشير لضلوع ضابط برتبة لواء وأجهزة ومؤسسات أمنية وسيادية مصرية في اختطاف ريجيني وتعذيبه.

وتحدثت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية عن حصولها على معلومات تفيد باتهام الضابط في مباحث أمن الجيزة خالد شلبي بالضلوع في اختطاف وتعذيب الطالب الإيطالي.

وترى الصحف الإيطالية أن هناك رغبة مصرية في إغلاق ملف ريجيني عن طريق تحميل مسؤول أمني مصري مسؤولية تعذيبه وقتله، ونقلت صحف محلية عن مسؤولين إيطاليين رغبة القاهرة في إغلاق الملف الذي أضر بعلاقات البلدين.

المصدر : الجزيرة + وكالات