هدوء بعد إعلان وقف إطلاق النار في ناغورنو كرباخ
يسود هدوء أنحاء إقليم ناغورني كاراباخ غير المعترف به دوليا وسط إجراءات أمنية مشددة على طول الحدود مع أذربيجان، وذلك بعد إعلان وزارة الدفاع في ناغورني كاراباخ عن التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار بدءا من ظهر أمس الثلاثاء.
وأشار البيان إلى استمرار الجيش الأذري بتعزيز مواقعه في الأراضي التي حررها.
يأتي هذا التطور بعد أن هددت أذربيجان بشن هجوم كاسح على ستيبانا كِرت عاصمة ناغورنو كرباخ إذا لم تتوقف الهجمات على قواتها والمناطق السكنية بالإقليم المتنازع عليه.
وقال خلف خلافوف نائب وزير الخارجية الأذري باجتماع إقليمي في العاصمة باكو إن "مسؤولية كل ما يحدث تقع على أرمينيا التي لا تهتم بحسم الصراع وتنتهك القانون الدولي".
وفي المقابل، لوّح الرئيس الأرميني سيرج سركسيان بأن بلاده ستعترف رسميا باستقلال ذلك الإقليم، وتقيم علاقات معه في حال استمرار تصاعد القتال.
كما حذر سركسيان من أن هذا التصعيد قد يقود إلى حرب واسعة النطاق لن تؤثر على أمن واستقرار جنوب القوقاز بل على أوروبا بأكملها.
الوضع الميداني
ميدانيا، أفادت أذربيجان في بيان لها في وقت سابق اليوم بأن 16 من جنودها قتلوا خلال يومين من الاشتباكات مع من وصفتهم بعناصر انفصالية مدعومة من أرمينيا بإقليم ناغورنو كرباخ، بينما لقي سبعون جنديا أرمينيا مصرعهم مساء أمس وفجر اليوم بهذه الاشتباكات.
وقالت وزارة الدفاع الأذرية في بيان إن التوتر ما يزال متواصلا في خط التماس بين البلدين، مشيرةً إلى أن القوات الأرمينية فشلت في محاولة استعادة المواقع التي خسرتها خلال الاشتباكات واستهدفت المناطق السكنية في أذربيجان.
وذكر البيان الأذري أن الجيش -ردا على محاولة القوات الأرمينية- دمر المقر العسكري لتلك القوات في موقع "مغاديز" بمنطقة "أغديرة" معلنا تدمير خمس دبابات وخمس عربات محملة بالذخائر بمن فيها. ونشرت الوزارة مقاطع مصورة للمقر والدبابات التي دمرتها.
من جهتها، نفت وزارة الدفاع الأرمينية ما سمتها هذه المزاعم، ووصفتها بأنها من نسج خيال الجيش الأذري، بينما قالت قوات الإقليم المتنازع عليه إن أكثر من ثلاثمئة جندي أذري قتلوا منذ بدء القتال السبت الماضي.
ويأتي هذا التصعيد العسكري في خضم أزمة دبلوماسية بين روسيا التي تربطها علاقات جيدة بأرمينيا، وتركيا حليف أذربيجان التقليدي على خلفية الحرب في سوريا.
وأدان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اليوم ما وصفها بالهجمات الأرمينية في ناغورنو كرباخ، وقال إن بلاده ستواصل دعم أذربيجان في هذا النزاع.
يأتي ذلك بعد تصريحات مماثلة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس جدد فيها تأييده لباكو، معلنا أن ناغورنو كرباخ ستعود يوما بلا شك إلى مالكها الأصلي أذربيجان.