تركيا تستقبل الدفعة الأولى من اللاجئين العائدين

وصلت إلى تركيا الدفعة الأولى من اللاجئين العائدين من اليونان بموجب اتفاق بين أنقرة والاتحاد الأوروبي يحد من تدفقهم نحو الدول الأوروبية، والذي يلقى معارضة قوية من منظمات حقوق الإنسان خشية من عمليات ترحيل جماعية تنتهك فيها حقوق الأفراد. 
 
واستقبل ميناء ديكيلي غربي تركيا صباح اليوم الاثنين أكثر من 130 لاجئا -معظمهم من باكستان وبنغلاديش- وصلوا عبر سفينة أقلتهم من جزيرة ليسبوس اليونانية. 

وانتشر عشرات من رجال الشرطة ومسؤولي ومتطوعي الهلال الأحمر التركي على طول الرصيف، كما شوهدت سفينة أخرى أبحرت في وقت مبكر من اليوم الاثنين من ميناء ليسبوس، بينما غادرت سفينة ثالثة محملة باللاجئين جزيرة خيوس متوجهة إلى مرفأ شيشما التركي جنوبا.

وقالت مراسلة الجزيرة إيلاف ياسين إن السلطات التركية منعت وسائل الإعلام من التصوير، مشيرة إلى أن اللاجئين غادروا إلى مأوى أعدته لهم السلطات التركية بعد أخذ معلوماتهم الشخصية وبصماتهم.

وأشارت إلى أن والي أزمير توقع وصول أربعمئة لاجئ اليوم الاثنين، لكن مصادر أخرى قالت إنه لم يصل أكثر من مئتي لاجئ.

ولفتت إلى أن بعض أهالي بلدة ديكيلي التركية الساحلية الواقعة قبالة بحر إيجه رفعوا لافتات تطالب بعدم إبقاء اللاجئين في بلدتهم.

خفر السواحل التركي رافق اللاجئين لدى وصولهم إلى ميناء ديكيلي(رويترز)
خفر السواحل التركي رافق اللاجئين لدى وصولهم إلى ميناء ديكيلي(رويترز)

ثلاث سفن
وكانت أول سفينة -وعلى متنها نحو 136 لاجئا- غادرت جزيرة ليسبوس اليونانية الساعة الـ6:28 صباحا بالتوقيت المحلي، وغادرت سفينة أخرى جزيرة خيوس بعد ذلك وعلى متنها 66 لاجئا، وتواجد على متن السفينتين رجال فقط، وشخصان فقط من سوريا تطوعا للعودة إلى تركيا. 

وقال المتحدث باسم الإدارة الحكومية اليونانية المعنية بأزمة اللاجئين جيورجوس كيرتسيس إن بقية اللاجئين من باكستان ودول شمال أفريقيا الذين ليس لديهم حق طلب اللجوء. 

وقالت متحدثة باسم الشرطة إنه من غير المتوقع إعادة مزيد من اللاجئين اليوم الاثنين، مضيفة للصحفيين في ليسبوس "يجب التعامل مع طلبات اللجوء أولا". 

وبموازاة ذلك، وصلت مجموعة أولى من 16 سوريا من ثلاث عوائل اليوم الاثنين إلى هانوفر شمال ألمانيا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية قادمة من إسطنبول، في إطار الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، ويتوقع أن تكون ألمانيا وهولندا وفنلندا الوجهات الأولى.
    
وبموجب الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، فإن أنقرة ستستعيد جميع المهاجرين واللاجئين، ويشمل ذلك السوريين الذين يدخلون اليونان بطريقة غير مشروعة مقابل استيعاب الاتحاد آلاف اللاجئين السوريين من تركيا مباشرة ومنح أنقرة المزيد من الأموال، إلى جانب إحراز تقدم في المفاوضات الرامية إلى انضمامها لعضوية الاتحاد.

ويدعو الاتفاق إلى دراسة حالة كل لاجئ على حدة، لكن كثيرين اشتكوا من أنهم لم يعطوا وقتا كافيا لإنهاء إجراءات اللجوء الخاصة بهم.

وهناك أكثر من 52 ألف لاجئ حاليا في اليونان وفق الأرقام الرسمية، وتحاول السلطات اليونانية إيجاد مساحة لثلاثين ألفا إضافيين في مخيمات جديدة.

تنديد حقوقي
وفي هذا السياق، نددت منظمات غير حكومية بالاتفاق، وأبدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة مخاوف حياله.

وأعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الهجرة بيتر ساذرلاند عن خشيته من عمليات ترحيل جماعية تنتهك فيها حقوق الأفراد.

كما اتهمت منظمة العفو الدولية تركيا بإجبار نحو مئة سوري يوميا -بشكل غير قانوني- على العودة إلى بلادهم، قائلة إن عمليات الطرد هذه أظهرت "عيوبا فاضحة" في الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات