منظمات تخشى أن تصبح حلب "سربرنيتشا جديدة"

آلاف العائلات النازحة من ريف ‫#‏حلب الشمالي عند معبر باب السلامة الحدودي مع ‫#‏تركيا بانتظار أن تسمح لهم السلطات التركية الدخول إلى أراضيها، عقب القصف الجوي الروسي المكثف والهجمة الشرسة التي تشنها قوات الأسد والميليشيات الإيرانية المساندة له. المصدر:شهبا برس
عائلات نازحة من ريف ‏حلب جراء الحرب (ناشطون-أرشيف)

حذرت منظمات غير حكومية في واشنطن الخميس من أن حلب (شمال سوريا) في طريقها لأن تحاصر من قبل الجيش السوري وقد تلقى المصير ذاته الذي لقيته مدينة سربرنيتشا البوسنية في 1995 رغم وقف "الأعمال القتالية" في سوريا، في وقت أكدت فيه هذه المنظمات ضرورة الوصول إلى المناطق المحاصرة بشكل مستمر وتوفير الإغاثة الإنسانية على المدى الطويل.

وقال مسؤولو منظمتي "أوكسفام" و"ميرسي كور" والجمعية الطبية السورية الأميركية إن الهجمات على المدنيين تراجعت بشكل واضح منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في الـ27 من فبراير/شباط الماضي لكن الجيش السوري مستمر في تعطيل قوافل المساعدات الإنسانية.

في الأثناء، قال المسؤول في الجمعية الطبية السورية الأميركية زاهر سهلول إن حلب ستكون سربرنيتشا القادمة، في إشارة إلى مجزرة ذهب ضحيتها أكثر من ثمانية آلاف مسلم في البوسنة في يوليو/تموز 1995 بأيدي مليشيات صرب البوسنة.

وأضاف أن الطريق الوحيد الذي يربط تركيا بحلب تم قطعه بالكامل من قبل مجموعة كردية حليفة للحكومة السورية، محذرا من أن ثلاثمئة ألف شخص في حلب سيعانون كما يعاني آخرون في سوريا.

ولفت سهلول إلى أن النظام والروس يحاولون الاستفادة من الوضع للسيطرة على مناطق، سواء في شمال حلب أو اللاذقية أو شمال حمص.

حماية المدنيين
ودعا سهلول إلى حماية المدنيين وتقديم الرعاية الصحية وتعزيز المساعدات الإنسانية للسوريين، وحث على الوصول إلى المناطق المحاصرة وبشكل مستمر.

من جهته، دعا الرئيس التنفيذي لمنظمة "ميرسي كور" نيل كيني جوير إلى توفير الإغاثة والمساعدات على المدى الطويل للأبناء والآباء والمجتمعات من أجل مساعدتهم على بناء مؤسسات وعلاقات قوية.

ووصف كيني جوير اتفاق وقف النار في سوريا بأنه ناقص، لكنه قال إنه يشكل تقدما مهما يتوجب اغتنامه.

بدروه، قال رئيس منظمة "أوكسفام" ريموند أوفينهيسير إن الولايات المتحدة تحتاج إلى تغيير الحديث عن دورها تجاه الأوضاع بسوريا ومسؤولياتها إزاء العالم بأسره.

وفي حين يقول النظام السوري إنه يتعاون مع الجهود الدولية تبدي المعارضة الكثير من الشكوك، فهي تقول إن المساعدات لا تصل إلا لنسبة محدودة من المحتاجين، وإن الرئيس بشار الأسد يواصل الحرب في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.

في غضون ذلك، قالت الولايات المتحدة الخميس إن الفترة القليلة الماضية لم تشهد أي انتهاكات كبيرة للهدنة في سوريا، بينما تحدثت الأمم المتحدة عما سمته تقدما واضحا منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار السبت الماضي ترجم إلى تراجع كبير في عدد القتلى من المدنيين.

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون قد دَعَوا الخميس كلا من روسيا والنظام السوري لوضع حد فورا للهجمات على المعارضة المعتدلة وإيقاف زحفهما على حلب.

المصدر : وكالات