غضب بإسرائيل من وزير كشف التعاون مع مصر

قامت السلطات المصرية بتدشين قناة مائية على الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر، وأدت عملية سكب المياه إلى إغراق عشرات الأنفاق الأرضية التي كان أقامها مهربون فلسطينيون قبل عدة سنوات على طول الشريط الحدودي لمدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.
السلطات المصرية تغمر الشريط الحدودي بين غزة وسيناء بالمياه لإغراق الأنفاق (الجزيرة)

كشف الخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان في صحيفة معاريف عن غضب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من الحديث الذي أعلنه وزير الطاقة والبنى التحتية يوفال شتاينتس بشأن التعاون الأمني مع مصر، بسبب حساسية الموضوع.

وكان شتاينتس قد كشف عن معلومات تتعلق بالجهود المصرية لضرب الأنفاق الواصلة بين غزة وسيناء، وقال إن ذلك تم بطلب إسرائيلي.

وقال ميلمان -وهو وثيق الصلة بالأجهزة الأمنية- إن التعاون الأمني بين تل أبيب والقاهرة يعتبر من المواضيع الأكثر حساسية للأوساط الأمنية في إسرائيل، وإن كلام الوزير الإسرائيلي من شأنه أن يمنح معارضي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مادة دعائية ضده.

وأضاف أن نظام السيسي يبدي حساسية كبيرة تجاه نشر أي أخبار تتعلق بتعاونه مع المنظومة الأمنية في إسرائيل، على اعتبار أن المعارضة المصرية تتهم السيسي بأنه يتعاون مع إسرائيل، "ثم يأتي فجأة وزير إسرائيلي ويتحدث بملء فمه عن هذا التعاون، مع أن التعاون الأمني يخدم مصالح الدولتين".

واعتبر الكاتب أن لدى مصر وإسرائيل أهدافا مشتركة تتمثل في محاربة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والمجموعات المسلحة في سيناء، مضيفا "لكن الوزير الإسرائيلي كان مطالبا بأن يبدي مسؤولية أكثر في عدم الكشف عن عمق هذا التعاون الأمني".

وأوضح ميلمان أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية تفرض حظرا شبه مطلق على كامل التفاصيل الخاصة بالتعاون الأمني مع مصر، وأن المراسلين الأمنيين والمحللين العسكريين يخوضون يوميا جدالات حادة مع الرقيب العسكري الإسرائيلي للحديث بشأن هذا الموضوع الحساس، وقد تسمح الرقابة أحيانا بنشر أخبار وتقارير بهذا الشأن استنادا إلى تقارير صحفية أجنبية من خارج إسرائيل.

ولفت إلى أن حظر النشر يمس حرية الرأي والتعبير وحق الإسرائيليين في الحصول على المعلومات، لكن ذلك يتم بطلب من مصر التي لا تريد الكشف عن طبيعة التنسيق الأمني مع إسرائيل.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية