مكاسب كبيرة للإصلاحيين في الانتخابات الإيرانية

أحرز أنصار الرئيس الإيراني حسن روحاني من إصلاحيين ومعتدلين مكاسب كبيرة في الانتخابات التشريعية في مواجهة المحافظين، وفق نتائج جزئية أعلنت الأحد بما يتيح برلمانا أكثر توافقا مع روحاني وسياساته.

وأظهرت نتائج نشرتها وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا" مساء الأحد فوز الإصلاحيين والمعتدلين بـ89 مقعدا مقابل 86 مقعدا للمحافظين، في حين انتخب عشرة مرشحين مستقلين، بينما يتوقع أن تصدر النتائج المتصلة بستين مقعدا متبقيا الثلاثاء.

وستجري دورة ثانية في أبريل/نيسان ومايو/أيار يخوضها مرشحون لـ51 مقعدا آخر، بعدما فشل أي منهم في الحصول على عدد كاف من الأصوات يؤهله للفوز من الدورة الأولى.

ومع أن الشكل النهائي لتوزيع القوى في البرلمان لم يتضح بعد، فإن النتيجة التي أحرزها الإصلاحيون والمعتدلون تشكل مكسبا كبيرا لهم بالمقارنة مع ما كانت عليه حصتهم في المجلس المنتهية ولايته.

وضمن الإصلاحيون منذ الآن ما لا يقل عن ثلاثة أضعاف عدد مقاعدهم في المجلس السابق حين كانوا ثلاثين عضوا فقط مقابل نحو مئتي عضو محافظ. ويشغل المحافظون 65% من مقاعد البرلمان المنتهية ولايته، وينقسم العدد الباقي بين الإصلاحيين والمستقلين الذين عادة ما يكونون مؤيدين لروحاني.

وكان عدد كبير من المحافظين المذكورين عارضوا بشدة اتفاق يوليو/تموز 2015 بين القوى الكبرى وإيران حول برنامج طهران النووي، والذي دخل حيز التنفيذ منتصف يناير/كانون الثاني وأتاح رفع غالبية العقوبات الاقتصادية عن البلاد.

وحقق أنصار روحاني اختراقا لافتا في طهران، حيث فازوا بكامل مقاعدها الثلاثين بعدما كان المحافظون يهيمنون على غالبيتها.

واعتبر المرشد الأعلى علي خامنئي في رسالة أن "تقدم البلاد هو الهدف الرئيسي"، وأن "أمام البرلمان المقبل مهمات كبيرة"، محذرا مما سماه "تقدما مصطنعا من دون استقلال ولا وحدة وطنية".

‪الداخلية الإيرانية أعلنت أن نحو 33 مليون ناخب شاركوا في التصويت‬ (الأوروبية)
‪الداخلية الإيرانية أعلنت أن نحو 33 مليون ناخب شاركوا في التصويت‬ (الأوروبية)

إعادة تشكيل
من جانبه، أكد الرئيس روحاني -في تغريدة على تويتر– أن "الشعب أظهر قوته من جديد ومنح حكومته المنتخبة مصداقية وقوة أكبر"، مؤكدا أنه سيعمل مع كل الفائزين في الانتخابات لبناء مستقبل البلد المصدر للنفط.

وفي مجلس خبراء القيادة، حقق روحاني إنجازا آخر، إذ انتخب مع حليفه الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني لعضوية المجلس بعدما تصدرا النتائج في طهران، وهذا المجلس مكلف بتعيين المرشد الأعلى، وقد يضطلع بدور حاسم في ولايته المقبلة كون المرشد الحالي علي خامنئي بلغ السادسة والسبعين.

وقال رفسنجاني في تغريدة معلقا على النتائج الأولية للانتخابات، إن "لا أحد يمكنه مقاومة إرادة غالبية الشعب، ومن رفضتهم الغالبية عليهم أن ينسحبوا".

وفي طهران، مني رئيس قائمة المحافظين الرئيس السابق لمجلس الشورى غلام علي حداد عادل بالهزيمة، إذ حل في المركز الحادي والثلاثين. وجاء في مقدمة لائحة المرشحين المنتخبين الإصلاحي محمد رضا عارف والمعتدل علي مطهري.

وتشير النتائج الجزئية لانتخابات مجلس الشورى إلى أن تشكيل برلمان على وفاق أكبر مع روحاني أصبح احتمالا كبيرا، بما يعزز سلطته لفتح البلاد أكثر أمام التجارة الخارجية والاستثمارات بعد الاتفاق النووي العام الماضي.

من جهته أصدر الحرس الثوري الإيراني -وهو مؤسسة عسكرية محافظة مقربة من خامنئي- بيانا أشاد بحجم الإقبال على الانتخابات وقبل بنتيجتها ضمنا، لكنه شدد في الوقت عينه على الموقف المناهض للولايات المتحدة الذي يفضل مراعاته في السياسة المتبعة.

وكانت وزارة الداخلية الإيرانية قد أعلنت أن عدد الذين شاركوا في انتخابات مجلسي الشورى وخبراء القيادة، بلغ 33 مليون ناخب من أصل نحو 55 مليونا يحق لهم التصويت، بنسبة إقبال بلغت نحو 60%.

المصدر : الجزيرة + وكالات