تركيا وروسيا تتفقان على التعاون رغم اغتيال السفير
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء أنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على مواصلة التعاون فيما يشمل الملف السوري، رغم اغتيال السفير الروسي بأنقرة أندريه كارلوف أمس، بينما تتوالى التحقيقات بمشاركة روسية، وسط تنديد دولي واسع بالاغتيال.
وبدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، إن تركيا وروسيا ستواصلان التعاون حتى الوصول إلى حل سياسي في سوريا ومناطق أخرى، معتبرا أن الهدف من الاغتيال هو الإضرار بالعلاقات الثنائية.
من جهته، وصف بوتين اغتيال السفير بأنه استفزاز هدفه إفشال تسوية العلاقات الروسية التركية وعملية السلام بسوريا، وقال في اجتماع أمني إن "الرد على هذه الجريمة يمكن أن يكون فقط بتعزيز محاربة الإرهاب".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف إن اغتيال كارلوف يهدف لعرقلة عملية تطبيع العلاقات بين أنقرة وموسكو والجهود الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، مضيفا أن رئيسي البلدين اتفقا على تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق في الهجوم.
وأكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو ضرورة سعي قوات الأمن التركية والخبراء الروس للكشف عن المسؤولين باستخدام كافة الصلاحيات، مشددة على أن القضية "مسألة كرامة".
وتوجه 18 محققا من عناصر الاستخبارات ودبلوماسيين روس اليوم الثلاثاء إلى تركيا للتحقيق في اغتيال كارلوف (62 عاما)، تزامنا مع وصول جثمان السفير إلى موسكو.
اعتقالات وتحقيق
وأعلنت الشرطة التركية أن القاتل يدعى مولود ميرت ألتن تاش (22 عاما)، وقد لقي مصرعه برصاص الشرطة بعد دقائق من إطلاقه النار على كارلوف.
واعتقلت الشرطة ستة أشخاص لهم علاقة بالمهاجم، وهم والدته ووالده وشقيقته وقريبين آخرين له اعتقلوا في إقليم أيدين (غرب)، وزميله في السكن بأنقرة.
وذكر مسؤول أمني أن المحققين يركزون على معرفة ما إذا كانت هناك صلات لألتن تاش بالمعارض فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة الذي تتهمه أنقرة بأنه مدبر محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/تموز، حيث رجح رئيس بلدية أنقرة مليح غوكتشيك أن يكون المهاجم مرتبطا بغولن.
وذكرت تقارير إعلامية أن ألتن تاش وقف بجوار جثة السفير ولم يسمح لأحد بإسعافه، وأن السجلات الطبية أكدت إطلاقه 11 رصاصة وأن ثماني رصاصات أصابت الهدف.
وكان ألتن تاش يعمل لدى وحدة مكافحة الشغب في شرطة أنقرة منذ سنتين ونصف، وقد نزل بأحد الفنادق القريبة من المعرض الفني الذي قتل فيه السفير، وكان في مأذونية ليلة تنفيذ الاغتيال.
إدانات دولية
وتوالت تصريحات الاستنكار من جهات دولية، حيث أعرب أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف عبد الله العثيمين في بيان عن "صدمته إزاء هذا العمل الإرهابي الأرعن"، ووصف مجلس التعاون الخليجي الاغتيال بأنه "عمل إرهابي جبان"، بينما طالبت الجامعة العربية بحماية الدبلوماسيين.
وندد بالاغتيال كل من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والمتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض نيد برايس، والفريق الرئاسي المؤقت للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ووزارات الخارجية في كل من فرنسا والصين وبريطانيا وإيطاليا والسويد وألمانيا واليونان وصربيا وألبانيا وأستراليا ورومانيا وكوسوفو وباكستان وإسبانيا وإيران، إضافة إلى العديد من حكومات الدول العربية مثل السعودية وقطر ومصر واليمن والكويت وعمان والأردن.
كما صدرت بيانات إدانة عن مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو).