تلويح روسي بالفيتو ضد مشروع فرنسي بشأن حلب

Russian Ambassador to the United Nations Vitaly Churkin addresses the United Nations Security Council during a high level meeting on Syria at the United Nations in Manhattan, New York, U.S., September 25, 2016. REUTERS/Andrew Kelly
تشوركين يلقي كلمة خلال جلسة سابقة في مجلس الأمن (رويترز)
لوّحت روسيا الجمعة باستخدام حق النقض (الفيتو) لإجهاض مشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار في حلب شمال سوريا وفرض حظر للطيران في المدينة، بعد ساعات من مطالبة وزير الخارجية الأميركي جون كيري "بتحقيق ملائم بشأن جرائم حرب" يرتكبها النظام السوري وحليفته روسيا في حلب.
 
وقال سفير روسيا في مجلس الأمن فيتالي تشوركين للصحفيين إن مشروع القرار الفرنسي قد تم وضعه على عجل.

وأوضح تشوركين عقب جلسة مجلس الأمن الجمعة أن "هذا المشروع لا يهدف لتحقيق تقدم والخروج من الواقع الراهن ومساعدة المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا، ولكن الهدف منه هو التسبب في فيتو روسي"، مشيرا إلى أنه حاول تفسير أنه لم يسبق أن طلب عضو في المجلس من عضو آخر دائم العضوية الحد من نشاطاته.

وأكد المندوب الروسي أنه لن يقول ماذا سيفعل، ولكنه لا يرى كيف يمكنه أن يسمح بتمرير هذا المشروع.

وفي وقت سابق نقلت وكالة الإعلام الروسية عن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن مشروع القرار الفرنسي في الأمم المتحدة بشأن سوريا يحوي عددا من النقاط غير المقبولة، وأنه يسيس قضية المساعدات الإنسانية.


مناقشة الاقتراح
وكان الأعضاء الخمسة الدائمو العضوية في مجلس الأمن -الذين يتمتعون بحق النقض (الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين)- اجتمعوا الجمعة لمناقشة هذا الاقتراح.

ويدعو نص الاقتراح الفرنسي لوقف إطلاق النار إلى إيصال المساعدة الإنسانية للسكان المحاصرين في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، وإلى وقف تحليق الطائرات العسكرية فوق المدينة.

كما يهدد مشروع القرار الفرنسي باتخاذ "مبادرات أخرى" إذا لم يُحترم، لكنه لا يتحدث عن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة وفرض عقوبات.

وقال مراسل الجزيرة رائد فقيه من نيويورك إن مواقف الدول الغربية في مجلس الأمن، قد ركزت إجمالا على نقاش المبادرة الفرنسية التي وزعتها فرنسا على أعضاء مجلس الأمن قبل أسبوع.

وبيّن المراسل أن الدول الغربية الرئيسية في مجلس الأمن لم تنخرط في نقاش الأفكار أو مبادرة دي ميستورا حول انسحاب مقاتلي جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) من المدينة مقابل وقف الغارات الجوية، مشيرا إلى أن السفير الروسي في مجلس الأمن هو الوحيد الذي تطرق لهذه المسألة.

وذكر فقيه أن تشوركين طالب دي ميستورا بتعديل أفكاره وإضافة بعض المقترحات إليها، كدخول قوة "شرفية" من قوات النظام السوري إلى مدينة حلب لتتولى إدارة المدينة بالمشاركة مع بعض فصائل المعارضة السورية.

ونقل مراسل الجزيرة عن بعض المصادر قولها إن المبعوث الأممي إلى سوريا رد بأنه لن يتراجع عن مقترحاته، لافتا إلى وجود نوع من الحدة بين دي ميستورا وتشوركين.

‪كيري‬ (يمين)
‪كيري‬ (يمين)

أولوية وتحقيق
وقبل الجلسة دعت فرنسا وبريطانيا إلى وقف قصف مدينة حلب المحاصرة من قبل الطيران الروسي والسوري.

وقال السفير الفرنسي فرانسوا ديلاتر للصحفيين قبل دخوله قاعة المجلس لبدء الجلسة المغلقة إن "الأولوية هي لوقف حمام الدم في حلب".

من جهته قال السفير البريطاني ماثيو راكروفت إن "الأمر الأهم هنا هو أن حملة الضربات الجوية المشينة على شرق حلب يجب أن تتوقف".

وبموازاة ذلك طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري "بتحقيق ملائم بشأن جرائم حرب" يرتكبها النظام السوري وحليفته روسيا في مدينة حلب، بعد ضربة جديدة على مستشفى أسفر عن عشرات الضحايا.

وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي جان مارك أيرولت في العاصمة واشنطن إن النظام السوري قصف مجددا الليلة الماضية مستشفى في حلب، مما أسفر عن مقتل عشرين شخصا وإصابة مئة آخرين، وأضاف أن على روسيا والنظام السوري أن يقدما للعالم أكثر من تفسير لأسباب عدم وقفهما ضرب مستشفيات والبنى التحتية الطبية إلى جانب الأطفال والنساء.

من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي إن على الجميع بذل الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والهجمات الجوية على حلب، والبدء في إيصال المساعدات الإنسانية إليها، وأضاف أن حلب بمرور الوقت ستمحى وتدمر تماما بحلول نهاية هذه السنة.
المصدر : الجزيرة + وكالات