دعوة أممية لخطة عاجلة لاستيعاب اللاجئين

دعت الأمم المتحدة الاتحاد الأوروبي إلى إقرار خطة عاجلة لاستقبال اللاجئين الذين ما زالوا يتوجهون إلى دول الاتحاد هربا من الحروب رغم ما يواجهون من عراقيل وقيود، خاصة في المجر التي تشيد سياجا في وجوههم.
ووجه مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس دعوته إلى قادة الاتحاد لاستقبال ما بين أربعة وخمسة آلاف لاجئ يعبرون البحر يوميا باتجاه أوروبا.

بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القادة الأوروبيين إلى التضامن مع اللاجئين، معلنا عن اجتماع سيعقد أواخر الشهر الجاري في هذا الشأن على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأكد الناطق باسمه ستيفان دوجاريك أن الأمين العام أجرى اتصالات بقادة سبع دول وهي ألمانيا والنمسا والتشيك واليونان والمجر وبولندا وسلوفاكيا ليؤكد لهم أن معظم القادمين إليهم من اللاجئين يستحقون اللجوء.

من جانبها، دعت ألمانيا الثلاثاء أوروبا إلى فتح مزيد من الأبواب أمام اللاجئين الذين يتدفقون بالآلاف إلى الاتحاد الأوروبي رغم العراقيل.

ودعت المستشارة أنجيلا ميركل إلى نظام مفتوح للحصص من أجل توزيع الزامي للأشخاص الذين يحق لهم اللجوء، مشيرة إلى أن تحديد سقف سلفا لعدد اللاجئين لا معنى له، وفق تعبيرها.

حركة اللاجئين
وتتواصل دون انقطاع حركة اللاجئين الذين يعبرون البحر إلى اليونان ومن ثم إلى دول غرب أوروبا.

فوفقا لمسؤولين محليين في ولاية بافاريا بجنوب ألمانيا التي أصبحت نقطة عبور اللاجئين الوافدين من المجر عبر النمسا، فإن حوالي 4400 لاجئ وصلوا إلى ميونيخ الثلاثاء، كما يتجه 1500 آخرون إلى مدن ألمانية أخرى بالقطارات.

من جهة أخرى، أفاد مراسل الجزيرة بأن حالة هروب جماعي لمئات اللاجئين سجلت في مركز تسجيل مجري على الحدود مع صربيا.

واشتكى اللاجئون من تقييد حركتهم ومن المعاملة التي وصفوها بأنها غير إنسانية ولا تليق بالبشر، وأكد لاجئون آخرون أنهم تعرضوا للضرب والتضييق عليهم من قبل أفراد الشرطة.

أما في اليونان فقد أعلن خفر السواحل اليوناني أن سفنا دورية تابعة له أنقذت نحو خمسمئة لاجئ خلال الـ24 ساعة الماضية في بحر إيجة، وأضاف أنه لم تعرف بعد جنسيات اللاجئين الذين عثر عليهم في قوارب صغيرة قرب جزيرة ليسبوس.

وقد وصلت عبارة تقل نحو 2500 لاجئ إلى اليونان، حيث من المقرر أن يتجهوا إلى مقدونيا ومنها إلى صربيا والمجر سعيا لطلب اللجوء في دول غرب أوروبا.

وكان نحو سبعة آلاف لاجئ وصلوا إلى العاصمة النمساوية فيينا قادمين من المجر في الـ24 ساعة الماضية، بينما ينتظر نحو ثلاثين ألفا آخرين في الجزر اليونانية قبل توجههم إلى الدول الأوروبية.

وتفيد آخر أرقام الأمم المتحدة بأن 380 ألف مهاجر ولاجئ وصلوا إلى أوروبا عبر المتوسط منذ يناير/كانون الثاني الماضي، ولقي 2850 مهاجرا مصرعهم أو فقدوا.

مواقف دولية
وفي إطار هذه الأزمة -التي تعد الأكبر بالنسبة لأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية– حذرت فرنسا الثلاثاء من أنه سيكون من الخطأ أن تستقبل أوروبا كل اللاجئين الفارين من الحرب في سوريا والعراق، ودعت إلى وضع خطة عمل لضمان بقاء تنوع الشرق الأوسط رغم الأزمة المتصاعدة.

من جانبه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن الإدارة الأميركية ستبحث من جديد خطوات يمكن أن تتخذها لمساعدة أوروبا في التعامل مع اللاجئين.

وبعد انتقادات تعرضت لها واشنطن لعدم بذل ما يكفي للتعامل مع هذه الأزمة، قال إيرنست "يأمل البيت الأبيض أن يواصل بحث خطوات إضافية يمكن أن تساعد الدول التي تتحمل هذا العبء".

أما رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان فأكد أن بلاده تعتزم تعجيل أعمال تشييد السياج على طول الحدود مع صربيا لاحتواء تدفق اللاجئين.

في المقابل، أعلنت رئيسة وزراء بولندا إيفا كوباتش أن بلادها قد تستقبل عددا من اللاجئين أكبر من الألفين الذي أعلنت عنه في وقت سابق، ولكن بشروط معينة، وفق تعبيرها.

المصدر : الجزيرة + وكالات