افتتاح الجمعية العامة وبان يقر بشلل بأزمة سوريا

United Nations Secretary General Ban Ki-moon opens the the 70th session of the United Nations General Assembly at United Nations headquarters in New York, New York, USA, 29 September 2014. The General Debate runs through 03 October 2015.
بان أثناء إلقائه كلمته بافتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك (الأوروبية)

بدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة أعمال دورتها السبعين، بحضور عدد  من الرؤساء وممثلي الدول من جميع أنحاء العالم، حيث أقر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمة الافتتاح بوجود شلل دبلوماسي جعل الأزمة السورية تخرج عن السيطرة.

وقال بان كي مون إن "الشلل الدبلوماسي لمجلس الأمن الدولي على مدار السنوات الأربع الماضية، إضافة إلى آخرين، سمحوا للأزمة بأن تخرج عن نطاق السيطرة".

وبيّن أن إنهاء الأزمة في سوريا تتحمله بالأساس الأطراف المتحاربة، إلا أنه أشار إلى أنه لا يكفي النظر داخل سوريا لحل الأزمة نظرا لتدخل أطراف إقليمية ودولية فيها، وذلك بحضور حشد من الرؤساء وممثلي الدول من جميع أنحاء العالم.

حل الأزمة
كما أكد بان كي مون في كلمته اليوم الاثنين أن الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وتركيا والسعودية وإيران، بإمكانهم حل الأزمة القائمة في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات، وأضاف أنه "ولطالما أنه لا يوجد جانب يريد أن يصل إلى حل وسط مع الجانب الآخر، فإنه سيكون من غير المجدي أن نتوقع تغييرا على الأرض".

كما أوضح الأمين العام أنه "لن يكون كافيا أن ننظر فقط داخل سوريا (بحثا عن الحل) إن المعركة تقودها أطراف وتنافسات إقليمية، والأسلحة والأموال تتدفق علي البلد وتوقد مزيدا من النيران".

ورأى أن الوقت قد حان "بالنسبة للآخرين، ولا سيما بالنسبة لمجلس الأمن الدولي، والأطراف الإقليمية الرئيسية أن تتقدم إلى الأمام".

undefined

دعوة للحوار
وعن ملف الأزمة اليمنية، قال الأمين العام في حديثه أمام الجمعية العامة، "وهنا أيضا حرب بالوكالة هي التي تدفع الأطراف نحو القتال، وإنني من جديد أدعو الأطراف إلى العودة إلى طاولة المفاوضات وبحسن نية، من أجل إيجاد حل عبر الحوار الذي يقوم بتيسيره مبعوثي الخاص، ودعوني أكن واضحا معكم: إنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع".

وفي حديثه عن الأزمات التي يشهدها الشرق الأوسط، ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة الأممية لا تتلقى أموالا كافية لإنقاذ الناس، وأضاف "لدينا نقص لتنفيذ برامج المساعدة في عدة بلدان تعاني من الحروب". واعتبر أن مهمتهم لا تتمثل فقط في إعطائهم حياة كريمة.

عمل مشترك
وقال مراسل الجزيرة في نيويورك رائد فقيه إن بان كي مون أكد في كلمته أهمية العمل المشترك لحل كل الخلافات، مشيرا إلى أنه تحدث عن وجود أكثر من 60 مليون لاجئ جراء النزاعات، وعن النقص الحاد في تمويل وكالات الإغاثة والخدمات التي تعنى بشؤون التنمية واللاجئين.

ولفت فقيه إلى أن الأمين العام وظّف قضية اللاجئين للحديث عن الأزمة السورية، وأن بان كي مون أشار إلى ضرورة علاج الأزمة السورية للحد من تدفق اللاجئين، معربا عن استغرابه من إقامة بعض الدول الأوروبية للجدران بدلا من ممارسة القيم الأوروبية.

وكان بان قد حث في كلمته مجددا البلدان الأوروبية على تحمل مسؤولياتها، وبذل المزيد إزاء تدفقات اللاجئين السوريين، لافتا إلى أنه "بعد الحرب العالمية الثانية كان الأوروبيون هم الذين يبحثون عن مساعدة العالم لهم".

‪الرئيس الأميركي أثناء إلقائه كلمة في افتتاح الدورة السبعين للجمعية العامة (الأورويبة)‬ الرئيس الأميركي أثناء إلقائه كلمة في افتتاح الدورة السبعين للجمعية العامة (الأورويبة)
‪الرئيس الأميركي أثناء إلقائه كلمة في افتتاح الدورة السبعين للجمعية العامة (الأورويبة)‬ الرئيس الأميركي أثناء إلقائه كلمة في افتتاح الدورة السبعين للجمعية العامة (الأورويبة)

مآس وفرص
وفي بداية كلمته أكد بان كي مون على أهمية التمسك بميثاق الأمم المتحدة وبالاستماع إلى الشعوب، وهي الإمكانية الوحيدة التي يمكن بها تجاوز مآسي الحاضر وانتهاز فرص المستقبل.

وبيّن أن هذه الجلسة افتتحت بإنجاز قوي يتمثل في تبني الأجندة الخاصة بالعام 2030 ومنها أهداف التنمية المستدامة.

وأضاف "هدفنا واضح، ومهمتنا ممكنة التحقيق وإنهاء الفقر في سنة 2030 والتمتع بحياة فيها أمن واستقرار ورفاهية، ومن المهم الآن ترجمة هذه الأهداف على الورق إلى تغيير في الواقع".

وتابع "ندين بهذا وبالكثير إلى الضعفاء والمضطهدين والمنسيين في عالمنا اليوم، في الوقت الذي يزيد فيه عدم المساواة والأمل يتضاءل"، مشيرا إلى أن المعاناة التي يشهدها العالم اليوم متفاقمة.

وأوضح أن أهداف التنمية المستدامة لن تتحقق إلا بتضافر الجهود بين الجميع، معتبرا أنه من الأسهل إنفاق المال على تحقيق مطالب الشعوب بدلا من قتلهم، في إشارة إلى الأموال التي تضح في الحروب.

اهتمامات وقضايا
و
من المنتظر أن تطغى على اهتمامات المجتمعين الصراعات العسكرية الدائرة في عدد من البؤر في العالم، ولا سيما في سوريا واليمن.

وفي هذا الإطار، تتجه الأنظار إلى اللقاءات التي ستجرى على هامش الدورة، وأبرزها بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد أكثر من عامين من آخر لقاء بينهما.

كما تكتسب الخطابات التي سيلقيها الرؤساء من فوق منبر الجمعية العامة أهمية إضافية، خاصة ما يتعلق منها بالنزاعات الراهنة.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأناضول