عباس: الاستيطان سبب الجرائم ضد الفلسطينيين
تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدم السماح "بالإرهاب ولا بالعنف"، معتبرا أن السبب الرئيسي لكل الجرائم المرتكبة بحقهم تعود إلى الاحتلال وسياسة الاستيطان، في وقت وعدت فيه إسرائيل "بعدم التساهل" حيال المتطرفين اليهود.
ورغم تأكيده عدم القدرة على الصبر، شدد الرئيس الفلسطيني على أن سياسته لن تتغير "وأيدينا ممدودة للسلام"، إلا أن استمرار الوضع سيجعل موقف حكومته مختلفا.
وحمّل عباس الإدارة الأميركية أيضا المسؤولية، معربا عن أمله في توقف عبارات الأسف والاعتذار و"اتخاذ إجراءات ضد كل هؤلاء المتطرفين الإرهابيين".
وتأتي تصريحات عباس بعد يومين على استشهاد الرضيع علي دوابشة (18 شهرا) بعد إصابته بحروق شديدة، كما أصيب شقيقه ووالداه بحروق عندما أشعل مستوطنون يهود النار في منزلهم بقرية دوما في الضفة الغربية، ثم لاذوا بالفرار بعد أن تركوا عبارات عنصرية على جدران المنزل المشتعل.
ملف وتعهد
على صعيد ذي صلة، أعلن سفير دولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في جنيف إبراهيم خريشة أن وزير الخارجية رياض المالكي والوفد المرافق له سيعرض ملف جريمة إحراق دوابشة على مسؤولي مجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي ووزارة الشؤون الخارجية السويسرية غدا الاثنين.
من جهته، تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو "بعدم التساهل" مع المستوطنين المتطرفين الذين أقدموا على حرق الرضيع علي دوابشة.
وبدوره سمح وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون اليوم باستخدام الاعتقال الإداري -الذي يطبق عادة على المعتقلين الفلسطينيين- ضد المتطرفين اليهود بعد عملية إحراق منزل الرضيع الفلسطيني.
وبحسب القانون الإسرائيلي الموروث من الانتداب البريطاني، فإنه يمكن اعتقال مشتبه به لستة أشهر دون توجيه تهمة إليه بموجب اعتقال إداري قابل للتجديد لفترة غير محددة زمنيا من جانب السلطات العسكرية.
إرهاب يهودي
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع "يجب التعامل مع الإرهاب اليهودي بالوسائل ذاتها التي يتم التعامل فيها مع الإرهاب العربي، بما في ذلك أساليب الاستجواب المناسبة والاعتقال الإداري".
وأضاف المتحدث "كالعادة كل حالة اعتقال إداري ينبغي أن تحصل على موافقة من المحاكم، لكن بتفعيل ذلك فإن الوزير يتخذ تحركا يتناسب مع مساعيه لتطبيق القانون بالكامل على هؤلاء الأشخاص".
وينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة انتقامية تعرف باسم دفع الثمن وتقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية وكذلك مهاجمة جنود كلما اتخذت السلطات الإسرائيلية إجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان.
وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات ودور عبادة مسيحية وإسلامية وإتلاف أو اقتلاع أشجار زيتون. ونادرا ما يتم توقيف الجناة.
ولم يتم اعتقال أي مشتبه به حتى الآن في الهجوم الذي استهدف عائلة دوابشة.
ولقيت جريمة الحرق الشنيعة استنكارا عربيا ودوليا، وسط مطالبات بوقف الاعتداءات ومعاقبة المسؤولين.