تركيا تجدد قصف حزب العمال وتنظيم الدولة
شنت مقاتلات تركية مساء الأحد غارات على أهداف لـحزب العمال الكردستاني شمالي العراق، في حين قصف الجيش التركي بالمدفعية مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية شمالي سوريا, وسط دعم دولي متزايد لتركيا يجسده انعقاد اجتماع طارئ لحلف الأطلسي الثلاثاء بأنقرة.
وقال مراسل الجزيرة في تركيا إن مقاتلات تركية قصفت مواقع لحزب العمال في جبال بكردستان العراق يتخذها مخابئ له. من جهتها قالت مصادر أمنية تركية إن مقاتلات تركية انطلقت من قاعدة في ديار بكر جنوبي تركيا أغارت على مواقع لحزب العمال في هاكورك شمالي العراق.
وأشار المراسل إلى أن الجيش التركي قصف خلال ثلاث ساعات، من الخامسة من فجر اليوم وحتى الثامنة صباحا، مواقع لحزب العمال في شمال العراق.
وذكّر المراسل بتصريحات لرئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قال فيها إن العمليات ضد حزب العمال تنظيم الدولة مستمرة.
كما قال إن قيادة الأركان استدعت كل الرتب بالجيشين الثاني والثالث -المكلفين بتأمين جنوبي وجنوب شرقي وشمال شرقي تركيا, في وقت تشهد فيه المدن التركية استنفارا أمنيا توقيا من هجمات أخرى محتملة.
وذكر المراسل أن الأمن التركي اعتقل خلال الأيام القليلة الماضية نحو سبعمئة شخص بينهم عشرات الأجانب في 24 محافظة في إطار حملة تستهدف تنظيم الدولة, وحزب العمال, والجبهة الشعبية الثورية (اليسارية).
وكان سلاح الجو التركي قد شن في الأيام الثلاثة الماضية ضربات على معاقل حزب العمال في جبال شمال العراق ردا على هجمات للحزب أسفرت عن مقتل جنود وشرطيين أتراكا. وردا على الضربات الجوية التركية هدد الحزب أمس بإنهاء الهدنة التي أعلنها من جانب واحد قبل أكثر من عامين.
وكان الحزب الكردستاني أقر بمصرع أربعة من مقاتليه في الضربات الجوية التي استهدفت مخابئ له في شمال العراق، خلال الأيام الثلاثة الماضية، ردا على قتله جنودا وشرطيين أتراكا جنوبي البلاد بذريعة الرد على التفجير الذي وقع الاثنين الماضي في مدينة سروج جنوبي تركيا.
وتبنى الحزب الأحد قتل جنديين تركيين السبت في تفجير استهدف دورية عسكرية في ديار بكر جنوب شرقي تركيا بدعوى الرد على الغارات التركية.
قصف مدفعي
من جهته قال مراسل الجزيرة عمرو حلبي، من معبر باب السلامة على الحدود السورية التركية، إن القصف المدفعي التركي استهدف مواقع للتنظيم في بلدتين بريف حلب الشمالي إحداهما "الطوقلي". وتقع البلدتان قرب مدينة مارع الخاضعة للمعارضة السورية.
ونقل عن ناشطين أن القصف أوقع خسائر في صفوف تنظيم الدولة, لكنه أشار إلى أن أيا من الوكالات الإعلامية المقربة من التنظيم لم تؤكد سقوط قتلى أو جرحى.
وكانت تقارير تحدثت عن مصرع تسعة من مقاتلي تنظيم الدولة في ضربات جوية تركية استهدفتهم بريف حلب الشمالي بعد مقتل جندي تركي باشتباك حدودي أعقب التفجير الذي وقع الاثنين الماضي بمدينة سروج بمحافظة شانلي أورفا جنوبي تركيا, وأسفر عن مقتل 32 خلال تجمع مؤيد لأكراد مدينة عين العرب (كوباني) بمحافظة حلب السورية.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن هناك حشودا عسكرية تركية في الجانب التركي من معبر باب السلامة الحدودي تحسبا لاشتباكات محتملة مع تنظيم الدولة الذي يسيطر على شريط يمتد بضع عشرات من الكيلومترات بريف حلب الشمالي.
اجتماع أطلسي
على صعيد متصل يعقد مجلس حلف شمال الأطلسي (ناتو) الثلاثاء اجتماعا طارئا له بالعاصمة أنقرة بناء على دعوة من تركيا.
وسيجتمع سفراء الدول الـ28 الأعضاء بالناتو لبحث الوضع الأمني في تركيا -وهو أحد أعضاء المنظمة- بموجب المادة الرابعة من المعاهدة المؤسسة للحلف. وكانت الخارجية التركية ذكرت في وقت سابق اليوم أن الاجتماع سيبحث العمليات العسكرية التركية ضد تنظيم الدولة وحزب العمال.
وفي أنقرة، قالت الحكومة إن رئيس الوزراء بحث الأحد العمليات ضد التنظيمين مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وأضافت في بيان أن بان أكد دعمه "كفاح تركيا ضد الإرهاب".
وكانت الولايات المتحدة أعلنت السبت تأييدها لحق تركيا في ضرب مواقع حزب العمال باعتباره "منظمة إرهابية". كما أن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني نددت الأحد في اتصال مع زعيم حزب الشعوب الديمقراطي (الكردي التركي) صلاح الدين ديمقرطاش بهجمات حزب العمال, ودعت إلى مواصلة مسيرة السلام بين الحكومة والأكراد.