أنقرة تسمح باستخدام "إنجرليك" ضد تنظيم الدولة

A US Air Force plane takes off from the Incirlik airbase, southern Turkey, Sunday, Sept. 1, 2013. U.S. President Barack Obama said he has decided that the United States should take military action against Syria in response to a deadly chemical weapons attack, but he said he will seek congressional authorization for the use of force.(AP Photo/Vadim Ghirda)
صورة أرشيفية لطائرة حربية أميركية لحظة انطلاقها من قاعدة إنجرليك الجوية التركية (أسوشيتد برس)

أعلن مسؤولون أميركيون كبار الخميس أن تركيا وافقت على السماح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة إنجرليك الجوية جنوبي البلاد في شن غارات على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا مما سيعزز قدرات التحالف الدولي العسكرية الذي تقوده واشنطن.

وقال المسؤولون إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره التركي رجب طيب أردوغان عقدا الاتفاق خلال مكالمة هاتفية الأربعاء وذلك بعد أشهر من الرجاءات والمفاوضات الحساسة التي ظلت الولايات المتحدة تجريها مع أنقرة بشأن استخدام قاعدة إنجرليك والقواعد الأخرى في تركيا.

وكان البيت الأبيض أعلن في بيان إثر المكالمة أن الرئيسين أكدا أنهما سيعززان جهودهما من أجل وقف تدفق المقاتلين الأجانب الذين يتوجهون إلى العراق وسوريا وكذلك من أجل تأمين سلامة الحدود التركية التي يمر عبرها العديد من المقاتلين للانضمام إلى التنظيم الجهادي.

وأشار البيان إلى أن "الرئيس أوباما جدد تأكيد التزام الولايات المتحدة حماية الأمن القومي لتركيا".

من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الخميس أن الولايات المتحدة وتركيا "قررتا تعزيز تعاونهما في الحرب ضد الدولة الإسلامية".

وأضاف البنتاغون في بيان أن تركيا "شريك أساسي" في تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة، مضيفاً أن "إجراءات مهمة" اتُّخذت لوقف تدفق المقاتلين الأجانب الذين يعبرون حدودها إلى سوريا والعراق للالتحاق بصفوف الجماعات الإسلامية المسلحة.

ولطالما قاومت الحكومة التركية اتفاقاً كهذا بسبب ما تعتقد أن أوباما يُركز على قتال تنظيم الدولة الإسلامية أكثر من محاربة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

غير أن ما شهدته تركيا في الآونة الأخيرة من فورة في نشاط تنظيم الدولة في أراضيها دفع بمخاوف أنقرة إلى الواجهة.

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن السماح باستخدام قاعدة إنجرليك -التي لا تبعد كثيراً عن معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا- من شأنه أن يتيح للولايات المتحدة مجالاً للتحرك بشكل أسرع لضربه.

وإذا ما صمد الاتفاق بين أوباما وأردوغان طويلاً فإن ذلك سيجعل من قوات التحالف في وضع أفضل يمكِّنها من القيام بطلعات أفضل فوق تركيا ومن التصرف في المعلومات الاستخبارية أسرع من ذي قبل عندما كان الأمر يقتصر على شن غارات من قواعد في العراق والأردن ودول الخليج العربي.

وبموجب الاتفاق، فسيسمح للجيش الأميركي بشن غارات من طائرات مأهولة وأخرى بدون طيار من قاعدة إنجرليك فيما لم يكن مسموحاً في السابق إلا للطائرات بدون طيار بالقيام بتلك الهجمات.

تحول بالموقف التركي
وانضمت تركيا إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لكنها امتنعت حتى الآن عن المشاركة في أي عمل عسكري في هذا التحالف.

وجاء تحول موقف أنقرة فيما يتعلق باستخدام قاعدة إنجرليك عقب سلسلة من الهجمات الدامية التي تعرضت لها تركيا وبروز مؤشرات مقلقة على ازدياد نشاط تنظيم الدولة الإسلامية داخل أراضيها.

فقد قتل تنظيم الدولة -أمس الخميس- جندياً تركياً في إطلاق نار من داخل الأراضي السورية على موقع عسكري تركي، مما دفع الجيش التركي للرد بقتل مسلح واحد على الأقل من عناصر التنظيم.

ويوم الأحد الماضي تعرضت تركيا لتفجير انتحاري أودى بحياة 32 شخصاً في منطقة سروج بولاية شانلي أورفا جنوبي شرقي البلاد عند الحدود مع سوريا وأنحت فيه أنقرة باللائمة على تنظيم الدولة الإسلامية.

وتعليقاً على هذا التطور قالت المتحدثة باسم البنتاغون، لورا سيل، إن الولايات المتحدة "تتابع عن كثب الوضع. بوصفنا حلفاء، نحن نأخذ ببالغ الجدية التهديدات على حدود تركيا". 

المصدر : أسوشيتد برس + الفرنسية