كاميرون يتوعد وزراءه الرافضين للاتحاد الأوروبي بالإقالة
هدد رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون الليلة الماضية وزراء حكومته بإقالتهم إذا اختاروا التصويت لصالح انسحاب بلادهم من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء المزمع إجراؤه بحلول نهاية عام 2017.
وشدد كاميرون على أنه لا مكان في حكومته لمن لا يدعمون موقفه من الاتحاد الأوروبي.
وحاول رئيس الوزراء البريطاني القضاء على أي مؤشرات على وجود تمرد داخل حزب المحافظين الذي يتزعمه، ونبه الوزراء إلى ضرورة تأييد إستراتيجيته بشأن الاتحاد الأوروبي أو تقديم استقالتهم.
وكان كاميرون قد تعهد بإعادة التفاوض على علاقات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي قبل إجراء استفتاء على الاستمرار في الاتحاد أو الانسحاب منه.
وأشار في تصريحات أدلى بها على هامش اجتماع في ألمانيا لزعماء مجموعة الدول الصناعية الكبرى إلى أنه لن يتهاون مع الانشقاق.
وقال للصحفيين عندما سئل عما إذا كان سيسمح للوزراء بالتصويت في الاستفتاء وفقا لأهوائهم، "إذا كنتم تريدون أن تكونوا جزءا من الحكومة عليكم تبني وجهة النظر التي نلتزم بها في إعادة التفاوض من أجل إجراء استفتاء وهذا سيؤدي إلى نتيجة ناجحة".
وأدلى كاميرون بهذه التصريحات بعد أن قالت مجموعة تزيد على خمسين من نوابه في البرلمان إنها مستعدة للانضمام لحملة تؤيد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إذا لم تتحقق تغييرات جذرية في الاتحاد. وكانت تلك أول علامة على ثورة المتشككين في أوروبا منذ إعادة انتخاب كاميرون الشهر الماضي.
وأشار عضو في المجموعة نفسها إلى أن ما يصل إلى تسعة وزراء قد يصوتون للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، لكن لم يتسن تأكيد ذلك بشكل مستقل.
وقال النائب المحافظ البارز ديفد ديفيز إن موقف كاميرون من الوزراء "يفتقر للحكمة".
وقال لإذاعة "بي بي سي" "هناك مخاطرة بأن ما قد نقوم به هو تحويل نقاش محترم إلى جدال مرير"، مضيفا أن معظم أعضاء الحزب كانوا حتى الآونة الأخيرة على استعداد لمنح كاميرون فرصة لإثبات قدرته على إعادة التفاوض.
وقال ديفيز "لا يبرز هذا ثقة كبيرة في نتيجة هذه المفاوضات، الأمر الذي يضطره الآن للقول: إما أن تبقوا وتسيروا على الطريق المرسوم أو ترحلوا".