فوز غير حاسم للحزب الحاكم بتركيا والأكراد يدخلون البرلمان

Supporters of Turkey's Islamic-rooted Justice and Development Party (AKP) wave Turkish flags as they celebrate the results of the legislative election outside the AKP's headquarters in Ankara, on June 7, 2015. AKP won the most votes in Sunday's election but has lost its parliamentary majority and will need to form a coalition, official results said. AFP PHOTO / ADEM ALTAN
مؤيدون لحزب العدالة والتنمية يحتفلون خارج مقر الحزب في أنقرة رغم فقدانه الأغلبية المطلقة (غيتي/الفرنسية)

أظهرت نتائج غير رسمية فوز حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات البرلمانية التركية بنسبة لا تمكنه من تشكيل الحكومة منفردا، بينما حقق حزب الشعوب الديمقراطي مفاجأة وأصبح أول حزب ممثل للأكراد يصل إلى البرلمان في تاريخ تركيا الحديث.

وحسب النتائج غير الرسمية، حصل حزب العدالة والتنمية على أكثر من 41% من مجموع أصوات الناخبين، وهو ما يعني فوزه بـ260 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 550 مقعدا.

وهذه هي المرة الرابعة على التوالي أن يفوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات البرلمانية، لكنها الأولى بدون زعيمه السابق رئيس الجمهورية الحالي رجب طيب أردوغان.

وبلغت نسبة المشاركة الإجمالية 86% من عدد الناخبين، حسب أرقام أوردتها وكالة الأناضول. ويبلغ مجموع المواطنين الذين يحق لهم التصويت أكثر من 53 مليونا داخل تركيا، وثلاثة ملايين في الخارج.

وحصل حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة على نحو 25%، مما يعني فوزه بـ130 مقعدا في البرلمان، بينما حصد حزب الحركة القومية نحو 16% ليفوز بـ82 مقعدا في البرلمان.

وحقق حزب الشعوب الديمقراطي مفاجأة، وأصبح أول حزب ممثل للأكراد يتمكن من دخول البرلمان، بعد تخطيه حاجز العشرة بالمئة وحصوله على نسبة تقارب 13% مما يخوله 78 مقعدا.

فتيات من مؤيدي حزب العدالة والتنمية يتابعن نتائج الانتخابات على الهاتف خارج مقر الحزب في أنقرة ()
فتيات من مؤيدي حزب العدالة والتنمية يتابعن نتائج الانتخابات على الهاتف خارج مقر الحزب في أنقرة ()

"لن ننحني"
وقال رئيس الوزراء التركي رئيس حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو في أول تعقيب مقتضب على نتائج الانتخابات أمام حشد جماهيري في محافظة قونيا مسقط رأسه "لا تقلقوا فإن قرار الشعب هو أصح قرار بإذن الله"، مؤكدا أنه يحترم إرادة الشعب.

وأردف قائلا "لن ننحني أمام أي قوة بأي شكل من الأشكال". وتوجه داود أوغلو بعد كلمته إلى أنقرة حيث من المنتظر أن يلقي كلمة أمام مؤيدي الحزب.

ويحتاج حزب العدالة والتنمية إلى 16 مقعدا إضافيا حتى يتمكن من تشكيل الحكومة، وهو ما يعني حسب المراقبين أن تركيا مقبلة على سيناريو حكومة ائتلافية أو انتخابات مبكرة.

وقال مراسل الجزيرة في إسطنبول عامر لافي إن هذه النتيجة تعد "فوزا بطعم الخسارة" لحزب العدالة والتنمية، مشيرا إلى أن إسطنبول كبرى المدن التركية كانت سببا رئيسيا في تراجع الحزب.

وأوضح أن الحزب حصل على 42% من أصوات إسطنبول بعد أن فاز بـ49% في الانتخابات السابقة. وأشار إلى غياب المظاهر الاحتفالية لمؤيدي الحزب أمام مقره الرئيسي في المدينة على عكس ما كان يحدث في الانتخابات السابقة.

وفي أنقرة قال مراسل الجزيرة عمر خشرم إن صمتا ثقيلا يخيم على العاصمة خصوصا على أنصار حزب العدالة والتنمية الذين أصيبوا بخيبة أمل بعد هذه النتائج التي قال إنها تفتح الباب لكل الاحتمالات في تركيا.

الأكراد تجمعوا في شوارع ديار بكر للاحتفال بوصول حزب الشعوب الديمقراطي إلى البرلمان للمرة الأولى ()
الأكراد تجمعوا في شوارع ديار بكر للاحتفال بوصول حزب الشعوب الديمقراطي إلى البرلمان للمرة الأولى ()

احتفالات بديار بكر
وتشهد مدينة ديار بكر (جنوب شرق) التي تسكنها أغلبية كردية مظاهر احتفالية بعد أن أصبح حزب الشعوب الديمقراطي أول حزب ممثل للأكراد يصل إلى البرلمان.

وقال مراسل الجزيرة في ديار بكر المعتز بالله حسن إن عشرات الأكراد تجمعوا في الشوارع وهتفوا "نحن حزب الشعوب، وصلنا إلى البرلمان".

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في حزب العدالة والتنمية قوله إن الحزب قد يضطر لتشكيل حكومة أقلية، ومن المرجح إجراء انتخابات مبكرة.

وقال الكاتب والباحث التركي علي باكير في نشرة سابقة للجزيرة إن هناك مؤشرات على أن بعض المصوتين التقليديين لحزب الشعب الجمهوري صوتوا هذه المرة لحزب الشعوب الديمقراطي لإحباط مساعي الرئيس أردوغان لتغيير نظام الحكم من البرلماني إلى الرئاسي.

وأشار باكير إلى أن الاحتمالين الأكثر ترجيحا هما ائتلاف العدالة والتنمية إما مع حزب الشعوب الديمقراطي أو حزب الحركة القومية.

وأوضح أن حزب العدالة والتنمية قد يتفق مع حزب الشعوب على إعطائه دورا أكبر في السياسة التركية والعمل على تحسين أوضاع الأكراد وإتمام عملية السلام الداخلي. لكنه أضاف أن هذا الائتلاف قد يواجه صعوبات بسبب اختلاف الحزبين على صعيد السياسة الخارجية.

في الوقت نفسه، قال باكير إن الائتلاف مع حزب الحركة القومية قد يكون خيارا مطروحا، لأن ما يسمون بالقوميين الإسلاميين قد يشجعون هذا التحالف، لكنه أشار إلى أن هذا الخيار سيواجه اختبار صعبا فيما يتعلق بعملية السلام مع الأكراد التي يرفضها القوميون وكذلك على صعيد السياسة الخارجية.

المصدر : الجزيرة + وكالات