ترحيب واسع بالاتفاق النووي الإيراني وتحذير من الإخلال به

تواصلت ردود الفعل الدولية المرحبة في أغلبها بـاتفاق الإطار بشأن برنامج إيران النووي الذي تم التوصل إليه أمس بين طهران والقوى الكبرى بعد جولة مفاوضات شاقة في لوزان بسويسرا، وسط تفاؤل حذر باستكمال الاتفاق النهائي وتحذيرات لإيران إذا لم تطبق الاتفاق.

وتزامنت التصريحات الرسمية هذه مع وصول الوفد الإيراني المفاوض في الملف النووي إلى طهران بقيادة وزير الخارجية محمد جواد ظريف. وكانت في استقباله حشود شعبية أشادت بالاتفاق، علما أن الاحتفالات في العاصمة الإيرانية انطلقت منذ شيوع خبر الاتفاق.

وفي أبرز ردود الفعل الدولية، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتفاهم السياسي بين الغرب وإيران، وقال إنه يمهد لاتفاق تاريخي، كما رحبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالاتفاق.

وفي كلمة له، وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما الاتفاق بأنه أفضل وسيلة للحد من طموحات إيران النووية، قائلا إن الخيارات الأخرى بما فيها قصف المنشآت النووية لن تحول دون تطوير قنبلة ذرية، لكنه اعتبر أن الاتفاق لا يقلل المخاوف بشأن ما وصفه برعاية إيران للإرهاب والتهديدات تجاه إسرائيل.

في السياق، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية إلى اجتماع اليوم، لبحث تداعيات الاتفاق مؤكدا أن إسرائيل "تعارض بشدة" هذا الاتفاق وتعتبره "تهديدا لبقائها".

المواقع النووية في إيران (الفرنسية)اضغط على الصورة للتكبير
المواقع النووية في إيران (الفرنسية)اضغط على الصورة للتكبير

باريس تتوعد
من جهتها، توعّدت باريس بأن العقوبات ستُفرض مجددا على إيران "إذا لم تُطبق الاتفاق"، في حين قالت المستشارة الألمانية  أنجيلا ميركل إن بلادها أقرب من أي وقت مضى من منعِ إيران من حيازة سلاح نووي.

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إنه من السابق لأوانه الاحتفال بالاتفاق، لكنه عبر عن أمله في أن تلتزم طهران باتفاق الإطار. كما دعا الحكومة الإسرائيلية -التي انتقدت الاتفاق- إلى دراسته بعناية أكبر. وأضاف أن هدف الاتفاق هو تحسين الأمن في منطقة الشرق الأوسط وليس الإضرار به.

بدوره قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن الاتفاق يتجاوز ما كان يمكن تحقيقه قبل عام ونصف، لكن الخلاف سيبقى مع إيران على مسائل أخرى. أما الكونغرس الأميركي فقال "إن الاتفاق يمثل انحرافا مثيرا للقلق" عن أهداف أوباما المبدئية.

الموقف السعودي
كما ذكرت وكالة الأنباء السعودية في وقت مبكر اليوم أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قال للرئيس الأميركي في اتصال هاتفي إنه يأمل في التوصل لاتفاق نهائي مع إيران يعزز الأمن في المنطقة والعالم.

وأعربت مندوبة الأردن لدى مجلس الأمن دينا قعوار عن أملها في أن يؤديَ الاتفاق إلى "انفراجة" في الشرق الأوسط. كما رحب وزير الخارجية التركي داود جاويش أوغلو بالاتفاق معبرا عن أمله في أن تقوم إيران بخطوات للتوصل إلى اتفاق نهائي.

بدورها، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله إن هناك "فرصة جيدة" لتتوصل إيران والقوى العالمية الست إلى اتفاق نهائي قبل انتهاء المهلة في يونيو/حزيران المقبل.

كما أعلن كبير المفاوضين الروس سيرغي ريابكوف أن روسيا على استعداد لتزويد ايران بالوقود الجديد للمفاعلات التي بنتها أو ستبنيها موسكو في إيران، مشيرا إلى أن هذا العرض لا ينطبق سوى على "المفاعلات التي شيدت بإيران في إطار مشروع روسي وبمشاركة روسية".

المصدر : وكالات