نذر مواجهة بين الكونغرس وأوباما سببها إيران

President Barack Obama rubs his eye during a joint news conference with Afghanistan's President Ashraf Ghani, Tuesday, March 24, 2015, in the East Room of the White House in Washington. (AP Photo/Jacquelyn Martin)
أوباما ينتظر أن يواجه معركة مع الجمهوريين بشأن أي اتفاق نووي مع إيران (أسوشيتد برس)

من المنتظر أن يواصل الجمهوريون في الولايات المتحدة سعيهم لسن تشريع يعكس شكوكهم العميقة في أي اتفاق نووي يتم التوصل إليه مع ايران، مما يهيئ الوضع لمواجهة جديدة بينهم وبين الرئيس الديمقراطي باراك أوباما.

وانتهت منتصف الليلة الماضية في لوزان مهلة دون التوصل إلى اتفاق إطار يقيد البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات المفروضة على طهران، على أن يتم التوصل إلى اتفاق شامل في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين يوم 30 يونيو/ حزيران المقبل.

غير أن المسار الذي قد يأخذه التحرك الجمهوري، وكذلك مدى الدعم الذي قد يلقاه من الديمقراطيين، يتوقف على تفاصيل ما يتم الاتفاق عليه مع إيران. 

وكان السناتور الجمهوري ميتش مكونيل (زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ) قال إنه إذا مضت المهلة – التي انقضت الليلة الماضية- فسيصوت الأعضاء على مشروع قانون يقضي بفرض عقوبات جديدة على إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بانتهاء المهلة المقررة نهاية يونيو/ حزيران المقبل.

وسيكون الهدف من هذه الخطوة زيادة الضغط على إيران لقبول تسوية في الأشهر الأخيرة من المحادثات. 

وقال مكونيل إنه حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق إطار، فسيطرح مشروع قانون مختلف يلزم أوباما بتقديم الاتفاق النهائي إلى الكونغرس لإقراره وتعطيل حقه في رفع العقوبات لمدة شهرين.

وتقول إدارة أوباما إن أيا من المشروعين سيعرض أي اتفاق نهائي للخطر من خلال تصوير الأمر على أنه انقسام بواشنطن. وإذا قرر أعضاء الكونغرس فرض المزيد من العقوبات فسيزيد ذلك من صعوبة إقناع الإيرانيين بأن أوباما بوسعه تخفيف العقوبات التي تعرقل اقتصادهم.

ويخشى كثيرون من أعضاء الكونغرس بمن فيهم الديمقراطيون أن يكون حرص أوباما على التوصل لاتفاق مع إيران دافعا له إلى السماح لها بامتلاك القدرة على صنع قنبلة نووية. وتصر إيران على أن برنامجها سلمي.

لكن فرص كسب تأييد كاف من الحزبين، لإقرار تشريع جديد بخصوص إيران، تراجعت فيما يبدو منذ الخطاب الذي ألقاه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الشهر الماضي بهدف حشد الآراء لرفض الاتفاق مع طهران.

ورغم الأغلبية التي يتمتع بها الجمهوريون بمجلسي الكونغرس، فهم يواجهون عقبات كبيرة في إقرار مشروعي القانونين. كما أن أوباما قال إنه سيستخدم حقه في نقضهما. 

الكونغرس أبطل اعتراضات الرؤساء في 110 حالات من بين 1500 استخدم فيها الرؤساء حق النقض (الأوروبية/أرشيف)
الكونغرس أبطل اعتراضات الرؤساء في 110 حالات من بين 1500 استخدم فيها الرؤساء حق النقض (الأوروبية/أرشيف)

عرقلة
ومن الممكن أن يعرقل الديمقراطيون بمجلس الشيوخ أيا من المشروعين، وهو ما يعني أنهما سيحتاجان لموافقة ستين صوتا بالمجلس الذي يملك فيه الجمهوريون 54 صوتا والديمقراطيون 46 صوتا.

وإذا انضم عدد كاف من الديمقراطيين للجمهوريين في تأييد التشريع، فمن المستبعد أن يتمكن الكونغرس من إبطال حق الرئيس في نقض المشروع بأغلبية الثلثين المطلوبة.

ويعني ذلك أن الجمهوريين يحتاجون لتصويت 13 من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين و43 من أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين البالغ عددهم 188 لصالحهم، وأن يصوت جميع الجمهوريين بلا استثناء بالموافقة.

وفي التاريخ الأميركي كله، لم يستطع الكونغرس إبطال اعتراضات الرؤساء سوى في 110 حالات من بين 1500 حالة تقريبا استخدم فيها الرؤساء حق النقض (فيتو). 

وفي العطلة الأسبوعية الأخيرة، زار مكونيل إسرائيل مع وفد من أعضاء الكونغرس الجمهوريين، ووقف إلى جوار نتنياهو وراح يكيل الانتقادات للاتفاق النووي الذي يجري التفاوض عليه في سويسرا.

المصدر : رويترز