هجوم على كنيس بكوبنهاغن بعيد هجوم على مركز ثقافي

قالت الشرطة الدانماركية إن ثلاثة أشخاص- بينهم شرطيان- أصيبوا في حادث إطلاق نار على كنيس يهودي وسط العاصمة كوبنهاغن. وأفاد مراسل الجزيرة بأن الإصابات وقعت أثناء تبادل إطلاق النار قرب الكنيس.

وقالت الشرطة في بيان إن الحادث أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص: أحدهم أصيب برصاصة في رأسه، والآخران -وهما شرطيان- أصيب أحدهما في ساقه والآخر في ذراعه، مشيرة إلى أن "مطلق النار لاذ بالفرار على قدميه".

وأضافت الشرطة في بيانها "لا يمكننا الإدلاء بأي تعليق في ما يتعلق بحالة الجرحى في الوقت الراهن"، موضحة أنه من المبكر ربط الحادث بالهجوم السابق الذي وقع قبل ساعات على مركز ثقافي كان يستضيف جلسة حول حرية التعبير والأديان.

وفي أعقاب إطلاق النار قرب الكنيس اليهودي، قالت الشرطة في تغريدة على حسابها على موقع تويتر مخاطبة المواطنين، "هناك انتشار كبير لعناصر الشرطة في كوبنهاغن.. التزموا بتعليماتهم وكونوا حذرين".

وبحسب وكالة الأنباء الدانماركية "ريتزو" فقد أخلت السلطات محطة القطارات القريبة من الكنيس في وسط المدينة، ولم تعد القطارات تتوقف فيها.

هجوم سابق
وفي وقت سابق من أمس السبت سقط قتيل وعدد من الجرحى عندما أطلق مسلحون مجهولون النار على مركز ثقافي كان يحتضن جلسة نقاش حول العلاقة بين الإسلام وحرية التعبير، ووصفت الحكومة تلك العملية بأنها عمل إرهابي.

وكانت الجلسة عبارة عن لقاء تضامني مع الصحيفة الفرنسية الساخرة شارلي إيبدو يشارك فيه إلى جانب سفير فرنسا لدى الدانمارك فرانسوا زيمراي، الفنان السويدي لارس فيلكس الذي سبق له أن أثار عام 2007 غضبا واسعا في صفوف المسلمين بنشر رسوم مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

وتكثف الشرطة الدانماركية عمليات البحث عن المهاجمين الذين لاذوا بالفرار، في حين قالت إنه تم العثور على سيارتهم فارغة على مقربة من مركز الهجوم. وكانت قوات الأمن نشرت في وقت سابق رقم لوحة السيارة، وهي من طراز فولكسفاغن بولو.

ووصفت رئيسة وزراء الدانمارك هيلي ثورنينغ شميدت تلك العملية بأنها "عمل إرهابي"، وقالت في بيان لها إن "الدانمارك تعرضت اليوم لعمل عنف وقح.. كل شيء يدعو إلى الاعتقاد بأن إطلاق النار كان اعتداء سياسيا، ولهذا السبب فهو إرهابي". 

وقالت الشرطة الدانماركية إن مدنيا لقي مصرعه في ذلك الهجوم، بينما أفادت وسائل إعلام دانماركية ومصادر أخرى -نقلا عن شهود عيان- بأن الهجوم أسفر أيضا عن إصابة عدد آخر بجروح، بينهم ثلاثة من أفراد الشرطة.

وقال الناشط الإعلامي محمد الميموني متحدثا للجزيرة من كوبنهاغن إن مسلحين أطلقوا خلال دقيقتين نحو ثلاثين رصاصة على المبنى.

وشبه السفير الفرنسي فرانسوا زيمراي تلك العملية بالهجوم الذي استهدف يوم 7 يناير/كانون الثاني الماضي مقر الصحيفة الفرنسية شارلي إيبدو، وأسفر عن مقتل 12 شخصا بينهم عدد من أعضاء هيئة التحرير ورساميها.

وقد أدانت باريس ذلك الهجوم الذي وصفته بالإرهابي، وقال وزير خارجيتها لوران فابيوس إن بلاده تدين بأشد التعبيرات ذلك الاعتداء، وتقف إلى جانب السلطات والشعب الدانماركي في مكافحة الإرهاب. كما أدانته واشنطن وأبدت استعدادها لمساعدة الدانمارك في التحقيق.

كما قررت الشرطة الألمانية المشارَكة في البحث عن مرتكبي الحادث بطلب من الجانب الدانماركي، وقال متحدث باسم الشرطة الألمانية إن عملها سيقتصر على مجال البحث عن الجناة بتعزيز الرقابة وإجراءات التفتيش في منطقة الحدود بين ألمانيا والدانمارك.

المصدر : الجزيرة + وكالات