إدانات دولية واسعة لهجوميْ كوبنهاغن
تواصلت الإدانات الدولية لهجومين استهدفا مركزا ثقافيا وكنيسا يهوديا وأسفرا عن مقتل شخصين وجرح خمسة في كوبنهاغن أمس السبت، وأكدت الشرطة مقتل الرجل الذي تشتبه في شنه الهجومين.
فقد عبّر مصدر سعودي مسؤول عن إدانة المملكة لما سمّاها الأحداث الإرهابية والإجرامية البشعة التي وقعت في العاصمة الدانماركية، وفي ولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة حيث قتل ثلاثة مسلمين قبل أيام على يد مسلح أميركي.
وقال المصدر إن بلاده إذ تؤكد موقفها الداعي إلى ضرورة احترام الأديان والمعتقدات الإنسانية وعدم المساس بالرموز الدينية وعدم التحريض على المسلمين، فإنها تشدد في الوقت ذاته على رفضها لكافة الأعمال الإرهابية والإجرامية البشعة بكل أشكالها وصورها أياً كان مصدرها أو المعتقد الذي يقف خلفها.
وشهدت كوبنهاغن أمس السبت هجومين مسلحين، أحدهما على مركز ثقافي كان يحتضن جلسة نقاش حول العلاقة بين الإسلام وحرية التعبير حضرها الفنان السويدي لارس فيلكس الذي سبق أن نشر رسماً مسيئاً للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وبعد ساعات، أطلق مسلح النار خارج كنيس في كوبنهاغن فقتل اثنين وجرح خمسة من الشرطة. وأثار الحادثان المخاوف من احتمال وقوع هجوم آخر في إحدى العواصم الأوروبية بعد شهر من مصرع 17 في هجمات باريس.
تضامن
من جانبه توجه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم الأحد إلى سفارة الدانمارك لتأكيد "تضامنه مع الشعب الدانماركي وضحاياه".
وقال هولاند خلال الزيارة إن "الأهداف" في الهجمات التي وقعت في كوبنهاغن هي "نفس الأهداف" لهجمات باريس التي قتل فيها 17 شخصا، مشيرا إلى أن فرنسا والدانمارك "تواجهان الأحزان نفسها والمآسي نفسها، ولكن أيضا الإرادة نفسها لمقاومة ومكافحة الإرهاب والانتصار عليه".
وفي الوقت ذاته، ذكرت تقارير إعلامية أن وزير داخليته برنار كازنوف في طريقه إلى كوبنهاغن للالتقاء بوزيرة العدل الدانماركية، وكذلك السفير الفرنسي الذي كان أحد المدعوين إلى المركز الثقافي الذي تعرض للهجوم.
يشار إلى أن كازنوف يتولى زعامة الإجراءات المشددة التي تقوم بها الحكومة الفرنسية في مواجهة الإسلاميين منذ سلسلة الهجمات "الإرهابية" التي تعرضت لها باريس في يناير/كانون الثاني الماضي.
من جهتها أدانت الولايات المتحدة الهجمات، وأعربت عن استعدادها لمساعدة الدانمارك في التحقيق إذا ما طلبت ذلك.
وفي هذا السياق أيضا، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون الهجوم على المركز الثقافي "اعتداء مخيفا ضد حرية التعبير والحرية الدينية".
أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فأجرت اتصالا مع رئيسة الوزراء الدانماركية هيلي ثورنينغ شميت، ونددت خلاله "بالازدراء بالكرامة الإنسانية" الناجم عن الهجمات.
تجدر الإشارة إلى أن الشرطة الألمانية أعلنت أن مدينة برنشفيغ (شمال) ألغت كرنفالا كان مقررا اليوم الأحد بسبب "تهديد محدد بوقوع هجوم إسلامي".