تصعيد عسكري شرق أوكرانيا يسبق محادثات سلام

اشتد القتال مجددا اليوم الثلاثاء في شرق أوكرانيا قبل يوم من محادثات سلام مرتقبة في روسيا  البيضاء، حيث سقط مزيد من القتلى والجرحى في صفوف العسكريين والمدنيين في قصف واشتباكات.

واتهم الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الانفصاليين بقصف مدينة "كراماتورسك" -التي تبعد خمسين كيلومترا عن خطوط المواجهة- بصواريخ مما أدى إلى قتلى وجرحى.

وقال بوروشينكو إن بعض الصواريخ سقطت على مقر قيادة الجيش في المنطقة الشرقية، في حين أصابت أخرى حيا سكنيا. وقالت إدارة إقليم دونيتسك التابعة للحكومة إن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون، بينهم عشرة عسكريين، في حين قتل سبعة عسكريين في اشتباكات متزامنة، وفقا للجيش الأوكراني.

ونفى الانفصاليون أن يكونوا أطلقوا صواريخ على مدينة كراماتورسك. ووصف مراسل الجزيرة رائد فقيه الهجوم الصاروخي على هذه المدينة بغير المسبوق.

وأشار إلى أن القوات الأوكرانية بدأت بدورها عملية عسكرية في محاولة لإبعاد الانفصاليين عن مدينة ماريوبول الإستراتيجية عبر دفعهم للتراجع إلى خط فصل القوات الذي كان قائما في سبتمبر/أيلول الماضي قبيل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين كييف والانفصاليين في مينسك عاصمة روسيا البيضاء.

كما قتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص في بلدة "ديبالتسيفي" الواقعة بين مدينتي دونيتسك ولوغانسك الخاضعتين للانفصاليين. ويحاصر الانفصاليون حاليا هذه البلدة الذي غادرها في الأيام القليلة الماضية مئات المدنيين هربا من القصف المتبادل.

‪هولاند وميركل أثناء اجتماعهما مع بوتين في موسكو في السادس من هذا الشهر‬ (رويترز)
‪هولاند وميركل أثناء اجتماعهما مع بوتين في موسكو في السادس من هذا الشهر‬ (رويترز)

قمة مينسك
وأفاد مراسل الجزيرة بأن تصاعد القتال يسير على وقع المحادثات التمهيدية التي تأتي قبيل قمة رباعية مرتقبة في مينسك تجمع قادة روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا غدا.

وقال المراسل إن الانفصاليين يسعون إلى تعزيز وضعهم التفاوضي عبر مزيد من المكاسب الميدانية قبل توقيع اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أنهم يسعون إلى تثبيت ما حققوه من سيطرة على الأرض ضمن أي اتفاق محتمل.

وينتظر أن يعرض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل غدا في مينسك مبادرة لإنهاء الصراع في شرق أوكرانيا. وتسبب الصراع منذ اندلاعه قبل عشرة أشهر في مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص.

وقال هولاند اليوم إنه وميركل سيذهبان إلى مينسك مسلحيْن بإرادة للتوصل لاتفاق سلام، مضيفا أن من مصلحة كل الأطراف إنهاء الصراع. وكان هولاند وميركل التقيا في السادس من هذا الشهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، وناقشا معه الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع المسلح بشرق أوكرانيا.

وقال مصدر دبلوماسي اليوم إن محادثات مينسك ستركز على سحب الأسلحة الثقيلة، وإقامة منطقة منزوعة السلاح في شرق أوكرانيا، وبدء حوار بين كييف والانفصاليين.

وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين إن خطط الغرب لتزويد أوكرانيا بالسلاح، وتعزيز العقوبات على روسيا تهدف إلى زعزعة الوضع في أوكرانيا. وأحجمت الدول الغربية حتى الآن عن تزويد كييف بالسلاح لمواجهة الانفصاليين.

وقال وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند اليوم إن بلاده تحتفظ بما اعتبره حقا في تسليح الجيش الأوكراني.

المصدر : الجزيرة + وكالات