العراق يهدد باللجوء لمجلس الأمن ضد تركيا

احتجاج بغداد على دخول قوة تركية إلى بعشيقة
تركيا أرسلت الجمعة قرابة 150 جنديا و25 دبابة إلى الموصل لاستبدال وحدة عسكرية تدريبية (الجزيرة)

هدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تركيا باللجوء لمجلس الأمن الدولي ما لم تسحب قواتها من شمال العراق. وبينما صرح وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي بأن دخول تلك القوات تم من دون إبلاغ بغداد، أكد محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي العكس.

وقال رئيس الوزراء العراقي في بيان اليوم الأحد إن كل الخيارات متاحة، بما في ذلك اللجوء لمجلس الأمن الدولي ما لم تنسحب القوات التركية خلال 48 ساعة.

وبدوره، قال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في بيان إن وزير الدفاع التركي أوضح له أن نشر القوات التركية ضروري لحماية المستشارين الأتراك الذين يدربون القوات العراقية في معسكر قرب الموصل بمحافظة نينوى، لكن البيان استدرك بالقول إن حجم تلك القوات يفوق ما تتطلبه الحماية.

وأضاف أن تلك القوات تم إرسالها من دون إبلاغ بغداد أو التنسيق معها، مطالبا أنقرة بسحبها.

في المقابل، كشف محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي أن دخول القوات التركية تم بموافقة العبادي وبعلم رئيس مجلس النواب سليم الجبوري.

وأضاف النجيفي على صفحته بموقع فيسبوك أن العبادي طلب أي مساعدة عسكرية تقدمها تركيا للعراق، وأن أنقرة أرسلت على أثر الطلب شحنات عسكرية إلى مطار بغداد، كما أرسلت قوات للتدريب في معسكر ‫‏زليكان منذ أكثر من ثمانية أشهر.

‪‬ النجيفي: دخول القوات التركية تم بموافقةالعبادي(الجزيرة)
‪‬ النجيفي: دخول القوات التركية تم بموافقةالعبادي(الجزيرة)

وقال أيضا "أقول للذين يتبرؤون من قراراتهم بأننا لن ندخر جهدا لتحرير مدينتنا بعد أن خذلتمونا أول مرة وسلمتم مدينتنا لداعش (تنظيم الدولة الإسلامية)".

من جهة ثانية، أكدت مصادر كردية متطابقة اعتقال المتحدث باسم الحشد الوطني محمود سورجي في مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق من قبل قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش).

ويُعتقد أن الاعتقال جاء على خلفية تصريحات أدلى بها سورجي لوسائل الإعلام عن دخول القوات التركية إلى الإقليم، حيث أقيل من منصبه مباشرة بعد تصريحاته بأمر من أثيل النجيفي.

وقوات الحشد الوطني يرأسها النجيفي، وهي تشكيلات غير رسمية تختلف عن قوات الحشد الشعبي التي تحظى برعاية الحكومة العراقية.

النظام السوري
وفي سياق متصل، أعرب النظام السوري عن موقفه بشأن الخلاف بين أنقرة وبغداد، حيث قالت وزارة الخارجية في بيان إنها "تدين بشدة الانتهاك التركي السافر للأراضي العراقية الذي يأتي استمرارا للدور التخريبي لحكومة حزب العدالة والتنمية ضد سوريا والعراق".

وتأتي هذه التطورات بعد يوم من استدعاء وزارة الخارجية العراقية السفير التركي في العراق وتسليمه مذكرة احتجاج على خلفية دخول القوات التركية، حيث اعتبرت ذلك "عملاً معادياً".

كما دعا العبادي الحكومة التركية أمس إلى سحب قواتها "فورا" من نينوى، معتبرا دخولها "خرقا خطيرا" للسيادة العراقية، في حين وصف الرئيس العراقي فؤاد معصوم دخول القوات بأنه "انتهاك للأعراف والقوانين الدولية".

وقد رد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس على تلك التصريحات بقوله إن المعسكر الذي يضم مدربين أتراكا أقيم بالموصل منذ نحو عام بناء على طلب من محافظ نينوى وبالتنسيق مع وزارة الدفاع ببغداد، وإنه تم تدريب أكثر من ألفي عنصر فيه للمساهمة في "تحرير" الموصل من تنظيم الدولة، كما أيدت حكومة إقليم كردستان أمس الموقف التركي.

وكانت تركيا أرسلت الجمعة قرابة 150 جنديا إلى الموصل لاستبدال الوحدة العسكرية المكلفة بتدريب البشمركة منذ عامين ونصف العام، بالإضافة إلى ما بين 20 و25 دبابة.

المصدر : الجزيرة + وكالات